IMLebanon

شكراً للسعودية!

اعتدنا في لبنان دوما أن نشكر البلاد المجاورة! فشكرنا قطر مراراً وتكراراً والبعض يشكر سوريا يومياً والبعض الآخر المملكة العربية السعودية.

يَا ليتهم يحبون لبنان كما يحبون إيران أو السعودية!

واليوم بدل الشكر يعتذرون! يعتذرون ويزايدون على المملكة، والأكيد أن البعض لا يعتذر أو يستنكر لمصلحة لبنان بل لمصالح خاصة!

الأكيد أنه يجب الحفاظ على علاقات ممتازة مع السعودية وغيرها من البلدان العربية والغربية. لكن الأكيد ايضاً انه اذا كان لـ”حزب الله” موقف معاد للمملكة فيجب ألا تجعل المملكة الجيش والدولة والمواطنين يدفعون الثمن، خصوصاً ان إضعاف الجيش ومعاقبة اللبنانيين لا يضرّان بـ “حزب الله” ولا بإيران.

اليوم بدل الشكر يعتذرون، لكن هل هذه المسرحية تفيد في شيء؟ أم أن الأجدى أن يكون هناك موقف رسمي صارم مما تبقى من جهات رسمية؟ فهم مؤتمنون على مصلحة الدولة والشعب.

من جهة أخرى، وفيما نتكلم على شكر الزعماء لسوريا وإيران والسعودية، فإن الذين يتبعون الزعماء يشكرون بدورهم زعماءهم لأنهم يرفعون لافتات بحقوق طوائفهم، وتحت هذا العنوان يدمرون لبنان. والسؤال الذي يجب طرحه اليوم: هل يجب أن نشكرهم أيضا لأن لا مانع لديهم في إجراء الانتخابات البلدية؟ لافت تصريح نوابنا وزعمائنا وملوك طوائفنا الاخيرةً أن لا مشكلة لديهم في إجراء انتخابات بلدية! ومشكورون جدا لأن لا مشكلة لديهم في إجراء استحقاق دستوري في موعده! وكم وصلت وقاحتهم الى حدود لا يقبلها أي منطق، وكم أن كرامات الناس وعقولهم لا تحترم. فبعدما أغرقونا في النفايات من دون حلول، لأن لا إرادة للحلول، ومن بعض من جعلوا الجمهورية من دون رأس ويطلون عبر الشاشات ويقولون لنا: لا مشكلة لدينا في إجراء انتخابات بلدية، هل يجب علينا ان نشكرهم ونهنئهم لأنهم يمنحوننا (وليس أكيدا بعد) أقل حقوقنا بعدما أخذوها كلها؟ هل يجب أن نشكرهم على أدائهم وسياساتهم الناجحة وأن نقول لهم شكراً كما هم يشكرون يوميا جهات خارجية زجّونا في حروبها، وأصبحنا ساحة لا وطنا تلعب فيها أوراق دول أخرى، ونحن نتصارع عنها ومن أجلها ونحارب في بلدانها وندفع أثماناً عنها وننسى أن ندافع عن أنفسنا، وننسى أننا شبعنا حروباً وان شعبنا ما عاد يتحمل، وننسى أن نتشاجر من أجل مسائل وطنية، وان نتفاهم من اجل لبنان اولا وأخيرا؟ بئس هذا الزمن الذي أصبحنا فيه علناً أزلاماً للآخرين، وبئس هذا الزمن الذي يطمئننا فيه سياسيوه الى أنهم سيعطوننا أحد حقوقنا، ونحن نشاهدهم ونعتبر أن ما يقال أمر طبيعي ومنطقي.