IMLebanon

هكذا قرّر حزب الله مواجهة السعودية في لبنان

 

 

تستعيد الحركة الداخلية نشاطها اعتبارا من مطلع الاسبوع بعد هدنة قسرية فرضها هدوء ما بعد عاصفة «السلسلة» فتنتقل ما بين ساحة النجمة حيث تنطلق الجلسة التشريعية لمناقشة واقرار مشاريع القوانين الثلاثة التي ارسلتها الحكومة الى المجلس في شأن سلسلة الرتب والرواتب وتعديلاتها الضريبية، ومجلس الوزراء الذي ينعقد في جلسة عادية، بعد جلسة مرنة سريعة لم تستغرق أكثر من ساعة من الوقت،وانتهت الى اقرار 63 بندا من جدول اعمالها.

غير ان اللافت وسط تلك الصورة الموقف الايجابي والمتقدم من حزب الله تجاه رئيس الحكومي والاشادة بادارته «الجديدة» في الشكل والمضمون سواء للائتلاف الحكومي ام لكتلة تيار المستقبل، حيث يضبط ايقاع المواقف وفقا للمصلحة اللبنانية الداخلية،مع نجاح التسوية في استيعاب «الزوبعة السياسية» التي عصفت بالبلد على خلفية إعادة قنوات التواصل معها من اجل معالجة ملف النازحين معطوف عليه اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم في نيويورك، واستطاع تهدئتها وعدم وصولها الى حكومة «استعادة الثقة» من خلال «تلاقي» عراّبيها «تيار المستقبل» و»حزب الله» في الدعوة الى ضرروة المحافظة على الاستقرار الداخلي واعتماد الحوار كوسيلة اساسية لحلّ الخلافات.

مصادر تيار المستقبل تؤكد ان ايجابية حزب الله مشكورة ، لكن غير كافية لم لنم تترجم المواقف السياسية في الممارسة، مؤكدة ان التيار الازرق لم يتراجع عن مواقفه وثوابته وهو غير مستعد لذلك،مشيرة الى ان الحوار الثنائي توقف بعدما اصبح يدور في حلقة مفرغة من النقاش دون تقديم اي جديد، معتبرة ان اعادة احياء لقاءات عين التينة تفترض تقييما وقراءة جديدة لحزب الله لعدد من القضايا الخلافية التي بات عليه ان يقدم التنازلات في شأنها، «فعودة الحوار الثنائي غير مطروحة حالياً، لكن هذا لا يعني اننا ضد المساعي للمحافظة على الاستقرار، «مبدية في الوقت نفسه استعدادها للنقاش والحوار ومواجهة ايجابية الحارة بايجابية اكبر منها، داعية في الوقت ذانه المراهنين على الاصطياد في الماء العكر بين المستقبل والرياض الى الكف عن رهاناتهم الفاشلة تلك.

اوساط سياسية مطلعة على اجواء اللقاءات الجارية في الكواليس ونتائجها، كشفت ان حزب الله قرر خوض المواجهة مع السعودية بشكل وطريقة جديدين، فرغم تصعيد الامين العام لحزب الله ضد الرياض خلال اطلالته العشورائية الاخيرة،والتي بقيت تحت سقف حدده الحزب، يبدو ان حارة حريك ستخوض المواجهة مع المملكة لبنانيا، من خلال الاشادة بالرئيس الحريري ودوره بدل فتح النار ضده، واظهار الاخير في مظهر المقاوم للضغوط الاميركية والسعودية، املا في ضرب مسعى المملكة في اعادة التجييش والحشد ضد الحزب في لبنان من خلال الدعوات التي بدأت في توجيهها لقيادات من الرابع عشر من آذار.

وفي هذا الاطار رأت الاوساط ان زيارتي رئيسي حزب القوات اللبنانية والكتائب الى العاصمة السعودية حملتا كثيرا من التفسيرات والتأويلات نظرا إلى التبدلات الكبيرة التي طرأت أخيرا على المشهد السياسي اللبناني، وقادت بعض المتشائمين إلى التعبير عن «مخاوف جدية» على صمود التسوية السياسية العريضة التي أطلقت العهد وسمحت بتشكيل الحكومة، داعية الى وضع الدعوات السعودية في إطارها الاقليمي الواسع، وليس في أبعادها المحلية حصراً، لا سيما في ما يخص الكلام عن محاولات لإعادة إحياء تحالف 14 آذار.

واكدت في المقابل ،على عدم تراجع الحرص الذي تبديه الرياض تجاه لبنان،بحسب ما لمس زوار العاصمة السعودية، بدليل النقاشات والحوارات التي دارت والتي بينت اطلاع المسؤولين في المملكة على ادق تفاصيل الوضع الداخلي ومجرياته ، كاشفة ان مروحة الدعوات ستتوسع في الايام المقبلة لتشمل شخصيات محسوبة «تاريخيا» ضد خط الرابع عشر من آذار، في محاولة لإرساء بعض التوازن على الساحة السياسية اللبنانية، لافتة إلى أن هذه الخطوة لا تعني بأي شكل من الأشكال إعادة إحياء الاصطفاف التقليدي بين 8 و14 آذار، وهو ما اشار اليه رئيس حزب الكتائب صراحة.

فهل تترجم «النيّة» العلنية بالمحافظة على «الستاتيكو» الحالي بعودة محرّكات الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» الى العمل مجدداً؟ ام تذهب ابعد من ذلك فينعقد اللقاء الذي طال انتظاره بين الشيخ والسيد؟