IMLebanon

هذا ما يقوله فرنجية.. إن حكى

و«تيار المردة» ينفذ انقلابات!

هذا ما يقوله فرنجية.. إن حكى

إنه «الانقلاب الناجح» على محاولة إزاحة سليمان فرنجية عن السباق الرئاسي الى قصر بعبدا.

بهذه المعادلة اختصر أحد المتحمسين لترشيح فرنجية مفاعيل الموقف الذي أطلقه رئيس «تيار المردة» من عين التينة، الجمعة الماضي، حيث أكد انه مستمر في المعركة الرئاسية ولو بقي معه نائب واحد، خلافا للأنباء التي كانت قد راجت حول إمكان إعلان انسحابه، تمهيدا لتحول الرئيس سعد الحريري في اتجاه دعم ترشيح العماد ميشال عون.

أعاد فرنجية عبر «حقنة الجمعة» تجديد شباب ترشيحه وضخ الدم في عروقه، بعدما كادت علامات الكهولة المبكرة تتسرب اليه، تحت وطأة التسريبات الاعلامية التي ضجت بها الساحة السياسية مؤخرا.

كان يكفي ان يقول فرنجية كلمته، في أعقاب صمت ملتبس بل مدروس، حتى تستيقظ كل «الخلايا النائمة» المؤيدة له، وتحاول استعادة المبادرة التي كادت تفقدها، مع مرور الوقت وهبوب عاصفة التفاؤل بقرب انتخاب عون رئيسا.

وإذا كان البعض قد فوجئ بالموقف الذي أطلقه فرنجية من مقر الرئاسة الثانية، في الشكل والمضمون، فان «الخبراء» يعتبرون ان ما صدر عنه ليس سوى ترجمة سياسية لـ«الجينات» التي يحملها: «الرجل معروف بمبدئيته ووفائه، ولذلك فان من يفهمه جيدا يدرك انه من غير الوارد لديه ان يتنازل عن ترشيح لم يعد ملكا شخصيا له، ولا ان يغدر بمن وثق فيه ودعمه.. المسألة أخلاقية ايضا، لا سياسية فقط».

أما في الحسابات السياسية حصرا، فان الشخصية المتحمسة لفرنجية ترى ان ترشيح رئيس «المردة» لا يزال ينطوي على كل عناصر القوة: الرئيس سعد الحريري متمسك بدعمه خلافا لكل التأويلات والاجتهادات، المزاج الاقليمي والدولي العام يتقبله ولا «فيتوات» ضده، الاكثرية النيابية الى جانبه، البيئة الشيعية تحتضنه، والبيئة السنية تحترمه..».

وتتساءل تلك الشخصية: «كيف يمكن ان يُطلب الانسحاب من مرشح جمع ما لا يُجمع، وهو الذي اطمأن اليه رئيس «المستقبل» وقال عنه السيد حسن نصرالله انه نور عينيه، وذلك في عز التوتر السني ـ الشيعي والاشتباك السعودي ـ الايراني؟ إذا كان مرشح من هذا النوع لا يستطيع الوصول الى الرئاسة، بل حتى لا يحتمل البعض ان يكون مشاركا في السباق الرئاسي، فهذه آخر الدنيا»..

ويؤكد «الخبراء» أن فرنجية «مصمم وأكثر من أي وقت مضى على الاستمرار في ترشحه»، مؤكدين ان حالة واحدة فقط، تُلزمه بالانسحاب وهي ان يتحقق الاجماع او التوافق الوطني حول مرشح آخر، وعندها سيخلي الساحة بطيب خاطر، اما الانسحاب العبثي فلا مكان له في حساباته.

بعد مرور قرابة سبعة أشهر على ترشيح الحريري لـ«رئيس المردة»، يبدو فرنجية وكأنه أراد ان يبلغ كل من يهمه الامر الرسالة الآتية:

«لا أحد يستطيع ان يأخذني بالهوبرة. أنا مرشح أصيل، أملك شرعية مسيحية وامتدادا عروبيا. بدأت في بناء علاقة ثقة مع الرئيس سعد الحريري من دون التفريط، ولو مقدار ذرة واحدة، بالحلف الاستراتيجي مع المقاومة والرئيس بشار الاسد. خلال الاشهر السبعة الماضية، واجهت اختبارات أثبتت ان قولي يقترن بالفعل، وانني لا أخطئ في الخيارات الاستراتيجية، فلم أتهرب من واجب او موقف حيال تضحيات المقاومة والضغوط التي تواجهها. ليس بمقدور اي جهة ان تنكر علي حيثيتي التمثيلية المسيحية التي تمنح ترشيحي الميثاقية المطلوبة، محتفظا في الوقت ذاته، بجسور تمتد بيني وبين المكونات الاخرى وفي طليعتها المكون السني الذي هو شريك لنا في لبنان والمنطقة. ورصيدي هذا لم يأت بالمصادفة، بل هو نتاج مسيرة طويلة وقناعات ثابتة، دفعت ثمنها غاليا».