IMLebanon

غضب الطبيعة  

 

 

يوماً بعد يوم نرى البلد ذاهباً الى تفاقم الإنقسام العمودي.

 

فلنأخذ مشكلة الحريق الذي تعرضت له مناطق لبنانية عديدة، وأقل ما يمكن أن أقول إنّ أجمل بلد في العالم بطبيعته تعرّض لـ»صيبة عين«، حتى الطبيعة غاضبة، وعبّرت عن غضبها بالحريق الذي التهم ملايين الأشجار وكأن الطبيعة عبّرت عن غضبها من الشعب والمسؤولين الذين لم يشكروا يوماً ربهم على ما أنعم عليهم به في وطنهم.

 

أحدهم قال إنّ هذه الحرائق مفتعلة في المناطق المسيحية، لم أصدّق عندما سمعت هذا الكلام، فجاءت الردود عليه من كل حدب وصوب، وتعرضوا لقائله بقوة.

 

كذلك، فإنّ أحد الوزراء الذي لم يتحمّل الاحتجاجات قام مرافقوه بشتم الناس… وأمّا هو فأخذ يقلل من قيمة النائبة السيدة الإعلامية التي حددت منذ اليوم الاول هدفها أن تقف مع الشعب، فتوجه إليها بكلام غير مقبول… وقد ردّت عليه بما يستحق.

 

وأمام الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومشكلة الكهرباء والمحروقات والأدوية والطحين والدولار، أمام هذا كله، لا يزال الرئيس الحريري صامداً في مواجهة المصاعب، فلا يستريح دقيقة، وجلّ همّه أن يحصل للبنان ما يعجز أن يحصل عليه أي مسؤول: من الرياض الى أبوظبي الى باريس إلى واشنطن من أجل رفعة البلد والمصلحة الوطنية العليا.

 

هناك نوع من العتب على التجاوزات التي يقوم بها وزير العهد الذي أعلن في القاهرة انه يريد عودة سوريا الى جامعة الدول العربية… طبعاً سقط اقتراحه ولا تزال الدول العربية تنتظر أن يقوم نظام ديموقراطي مقبول من كل الشعب السوري، حتى تعيد النظر في مقاطعتها سوريا.

 

 

الرئيس الحريري رد على هذا الموقف بعدم موافقته على الخروج على الإجماع العربي مذكراً بسياسة النأي بالنفس وبمضمون البيان الوزاري.

 

لم يهدأ وزير العهد بل كرر كلامه بطريقة أسوأ مطالباً رئيس الجمهورية بأن يضرب الطاولة بقبضته والوزير البطل سيقلبها… نسي هذا الوزير أنّ حجمه لا يساعده على أقواله أولاً، وكذلك نسي أنه إذا أراد أن يقلب الطاولة فعلى مَن؟ وضد مَن؟

 

كلام سخيف غوغائي لا يقدّم ولا يؤخر.

 

في هذا الوقت، اجتمع الرئيس الحريري مع الرئيس بري لأنّ همّه الوحيد اليوم إنجاز موازنة العام ٢٠٢٠ لإرسالها الى المجلس النيابي آملاً بأن تكون الأمور جاهزة في ١٥ الشهر المقبل لاجتماع باريس الذي غايته وضع آلية تنفيذ «سيدر» سبحان الله ناس همّها بناء البلد وتعميره وناس لا همّ عندها إلاّ الكرسي التي لن تدوم.

 

عوني الكعكي