تنتظر العاصمة بيروت بفارغ الصبر، عودة الاهتمام الرسمي اليها ورفع الاهمال المتعمد عنها، والناجم عن غياب المرجعيات السياسية التي تفتقدها عنها منذ مدة، بعدما تحولت في الآونة الاخيرة إلى مرتع للفوضى، واحتلال الارصفة العامة، للمقاهي الشعبية العشوائية، وبسطات كل ماهبّ ودبّ من البضائع الشعبية، بلا حسيب او رقيب، وغابة مستباحة لوحوش وعصابات الدراجات النارية، التي تهدد حياة المارة،ليس على الطرقات والازقة، وانما على الارصفة وحتى المساحات الممنوع ارتيادها بغياب اي رادع او سلطة منظمة ولو بالحد الادنى.
لاحظ سكان بيروت بارتياح،اعادة تشغيل بعض اشارات السير في بعض شوارع العاصمة، ونشر عناصر من شرطة السير على التقاطعات والشوارع الرئيسة والمهمة في الاونة الاخيرة،للاهتمام بتنظيم السير والحد من التجاوزات، وهم يأملون ان تستكمل، باجراءات اضافية في الأيام المقبلة، لتشمل الحد من المخالفات المرورية، والحد من الوقوف العشوائي للسيارات، على الطرق والمنعطفات، واجتياح الارصفة وتحطيم مكوناتها، ومنع المواطنين من المرور عليها.
سجلت بيروت غياباً كاملاَ للقوى والاحزاب والجمعيات الاهلية، التي تدَّعي الحرص عليها ظاهرياً، للقيام بأي مبادرات ملحوظة وفاعلة للنهوض بالعاصمة من واقعها الفوضوي والاهمال الذي تعيشه، وحتى المحافظ وبلديتها الفاشلة، لم تقم بالحد الادنى من مهماتها لمنع المخالفات الفاضحة،في العديد من الشوارع والازقة، ومكافحة احتكار بعض المحلات والمطاعم، ووضع العوائق واحتكار وقوف السيارات، على حساب باقي المواطنين خلافا للقوانين العامة، وحتى استغلال هذه الشوارع لمواقف خاصة على نطاق واسع، كما يحدث قرب بعض مراكز التسوُّق و الجامعات الخاصة، وكأن هذه الشوارع اصبحت ملكا لها، ناهيك عن استمرار اهمال اصلاح الحفر، التي تنخر العديد من شوارع العاصمة، وترميم الارصفة وإصلاح اعمدة الانارة والبنى التحتية،التي تضررت بفعل موجة التهجير الاخيرة التي اجتاحت بيروت إبان الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة على لبنان.
استبشر سكان العاصمة خيرا، بالعهد والحكومة الجديدة، وهم يعقدون الآمال، بأن يُنفض الاهمال المتعمد الذي يعمُّ معظم شوارع بيروت، والرئيسة منها على وجه الخصوص، وتعطى التعليمات لمحافظ المدينة، وبلديتها الفاشلة، والقوى الامنية،لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وضمن الامكانيات المتوافرة، لمكافحة المخالفات والتجاوزات، التي تشوٍّه صورة العاصمة، وإنهاء الظواهر الشاذة، والقيام بكل ما يمكن لإعادة بيروت الى رونقها وتألقها كما كانت من قبل،باعتبارها تمثل صورة لبنان كله، وواجهته بالداخل والخارج معاً.