IMLebanon

الثنائي المسيحي «غسل يديه» من الشراكة الجديدة مع الحريري

 

تعرض قرار القوات اللبنانية الذي صدر في الساعات الاولى لفجر يوم الاستشارات قبل تأجيلها مجدداً، لحملة تأويلات وعملية رشق بتهم وانتقادات ذهبت لوضع موقف القوات بعدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة في خانة الغدر السياسي الذي تعرض له رئيس حكومة تصريف الاعمال بعد ان كان بادر الى مد اليد الى معراب، فاذا بالقوات تتعامل مع الحريري باسلوب رئيس التيار الوطني الحر الرافض لعودته الى رئاسة الحكومة.

من المآخذ على القوات انها سددت الضربة القاضية لسعد الحريري الذي كان يعول على الحصول على بضعة اصوات تمنحه الميثاقية المسيحية اللازمة للعبور الى التكليف فالتأليف، وان القوات التي عانت ما عانته في زمن الثنائية بين الحريري وباسيل اقتنصت الفرصة لترد تهميشها ووضعها خارج دائرة القرار الداخلي ودفعها للاستقالة من الحكومة ورفض موازنة 2020.

من المآخذ ايضا ما قيل ان القوات عاملت الحريري بالمثل كما عاملها في الثلاث سنوات من عمر العهد بالتشفي و«غض النظر» وتفضيل التسوية مع رئيس التيار جبران باسيل على اي خيارات اخرى فساد الانسجام والوئام بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي فيما كانت معراب ممنوع عليها ان «ترفع رأسها» في زمن الثنائيات القوية الحاكمة .

في كل الاحوال فان انسحاب معراب على الشكل الذي حصل اصاب رئيس تيار المستقبل في الصميم لان تأمين الخمسة عشر صوتا كان يكفي الحريري لتجاوز الاستشارات والذهاب الى التكليف.

صدمة الحريري سببها كما تقول اوساط سياسية على قناعة اكيدة، ان القوات لم تكن ذاهبة في هذا الخيار، فالقوات اعربت من اليوم الاول لبدء الثورة الشعبية عن رغبتها بحكومة تكنوقراط ولم تحدد رئيسها، لكن كل الاجواء كانت تؤكد عدم ممانعتها بالحريري رئيسا لحكومة انقاذية كما ان لقاء معراب بين موفد الحريري الوزير السابق غطاس خوري لم يكن سلبيا بل جرى فيه البحث في تفاصيل وتشعبات مستقبل الحكومة والعلاقة بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل.

من هنا جاء بيان المستقبل عنيفا وضع فيه الحريري الامور في نصابها الانقلابي عليه من فريقي الشراكة معه، واللافت ان الحريري ساوى القوات بالتيار الوطني الحر بالتهمة وارتداء ملابس تشي غيفارا وادواره الثورية وصولا الى استباحة ومصادرة القرار السني الأول.

مأزق الحريري الذي جعله امام خيارات اصعبها «مر» لا يبدو انه يثير شفقة الثنائي المسيحي، فالحريري بالنسبة الى التيار يدفع ثمن «غدره» وانقلابه على التسوية والاستقالة المثيرة للريبة، فيما القوات تحاول غسل يدها من قرار عدم التصويت له ، بالنسبة الى القوات لم يحصل تأكيد بالسير بالحريري رئيسا للحكومة، ولم يحصل اي التزام امام موفد الحريري الى معراب فالخطأ حصل بتسريب خبر تأكيد التصويت القواتي في الاستشارات من فريق الحريري، الامر الذي سبب لغطا قواتيا استمر في الاجتماع الطويل للمجلس السيا سي للحزب الذي قرر موقفه بالتنسيق مع القاعدة القواتية.

مهما كان موقف الثنائي المسيحي ومبرراته لخيار عدم منح الحريري مرة جديدة اصوات الثنائية المسيحية لنيل الميثاقية لتكليفه، فالمؤكد ان ثمة تغيرات كثيرة باتت تتحكم في مشهد التكليف والتأليف، فهناك من يتحدث عن مؤشرات من الخارج لا تصب في مصلحة عودة الحريري الى الحكومة، اضافة الى ضغط الشارع الذي يساوي الحريري بالآخرين برفض عودته الى الحكومة من ضمن معادلة» كلن يعني كلن».