IMLebanon

اللحظة المصيرية

 

ليست مشكلة الرئيس ميشال عون مع حزب الله، ولا هي مع رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب، وليست مع رئيس الحكومة، وكذلك ليست مع البيت الجنبلاطي… نقول هذا ونحن ندرك، جيداً، ماذا بين رئيس الجمهورية وكلًّ من المذكورين أعلاه… ولا نقلّل من بعض المشاكل بينهم وبين الجنرال، خصوصاً مع الرئيس نبيه بري الذي لم تجمعه به أي كيمياء. فالرجلان يختلفان في وعلى القضايا والمسائل كلها: فالنفسية مختلفة، والنهج مختلف والثقافة مختلفة والتنشئة العسكرية مختلفة (عندما كان عون في الجيش وعندما كانت «أمل» إحدى الميليشيات على الساحة اللبنانية).

 

أما المشكلة الحقيقية للرئيس عون فهي مع الأطراف المسيحية كلها تقريباً فمع حزب القوات اللبنانية أُسْقِطَتْ ورقة معراب في سرعة يكاد يصح فيها القول: ماتت قبل أن تولد! ولم ينجح شعار «أوعَ خيّك» في أن يرمم ما تهدّم، أو يلملم زجاجاً تحطّم، أو يرقّع ما لا يُرقّع.

 

ومع حزب الكتائب ما إن تُسجل خطوة الى الأمام حتى تبرز خطوات الى الوراء. أضف الى أنّ المفاوضات كلها التي عُقدت بين الجانبين مراراً وتكراراً لم تكن تسجّل تقدّماً يتجاوز ما يكون قد تحقق في اللقاء الأول.

 

ومع تيار المردة لم يُذكر  شهر عسل واحدٌ، خصوصاً أن ما بين الرئيس عون و«مثل ابنه» سليمان فرنجية ودًا مفقوداً (…)

 

ولقد يكون مطلوباً من لقاء بكركي للقيادات المسيحية، من ذكرنا أعلاه وآخرون، بينهم رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض وآخرون ليس قيام تحالف إنما تصفية قلوب مطلوبة بإلحاح في هذه المرحلة الدقيقة جداً من تاريخ لبنان والمنطقة، وتاريخ المسيحيين في الاثنين معاً.

 

وبكركي تعرف جيداً نبض الشارع، وتعرف أن حسرة كبيرة ونقزة كبيرة وقلقاً كبيراً في القلوب ازاء ما يتعرض له الرئيس عون من عراقيل  هدفها: إياكم، أيها المسيحيون، و«الرئيس القوي».. فمثل هذا الرئيس لن يُسمح بنجاحه. و«نحنا ما صدّقنا كيف عملنا اتفاق الطائف حتى تجيبولنا الرئيس القوي»؟!

 

وليس سراًَ أنّ ثمة انطباعاً، يمضي لأن  يصبح يقيناً، بأنّ هناك من لا يريد لهذا العهد أن يكمل طريقه. وهناك من يبدون مستعدّين لركوب هذا المركب الخشن في الشارع!

 

لذلك فإنّ  لقاء بكركي (وسيدّها أدرى) يُفترض أن ينتهي الى موقف يتجاوز الحساسيات والنكايات والحسابات الانتخابية، لأنّ مصير الجماعة في الدق.

 

فهل تعي هذه الحقيقة الشخصيات والقيادات والزعامات التي ستشارك في اللقاء؟!  أمّا اذا كان الاجتماع  لمجرد اللقاء و«تبويس اللحى» فعدم عقده أفضل من أن يُعقد من دون جدوى.

 

ثم ليس صحيحاً أن العراقيل الموضوعة أمام تشكيل الحكومة هي مجرّد «لعبة سياسية» مشروعة. وأن رئيس الجمهورية غير مقصود بها. فهذا كلام لا يقنع أحداً خصوصاً قائليه.

 

الأزمة أكبر ممّا يبدو. ومرة ثانية لا نكشف سراً إذا قلنا إن مثقفين وناشطين بدأوا يبحثون في الخيارات المصيرية. واذا كان  أركان لقاء بكركي المرتجى يجهلون هذه الحقيقة فهم يعيشون في وادٍ آخر! وتلك مصيبة.