IMLebanon

اجتماع دار الفتوى مُنسّق مع الحريري من بعيد… والتيار الأزرق أول الداعمين له

البيان الختامي سيحمل صورة إيجابيّة وخطوات موحّدة في القرارات المصيريّة –
بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ينعقد اليوم اجتماع في دار الفتوى للنواب السنّة، لبحث شؤون وشجون الطائفة والبلد، خصوصاً الاستحقاقات المرتقبة واولها تأليف الحكومة الاسبوع المقبل والانتخابات الرئاسية، على ان يخرج الاجتماع بمواقف حاسمة من هذين الملفين، والهدف توحيد الموقف في ظل غياب القرار السنّي، بعد التشتت جرّاء غياب الرئيس سعد الحريري، الذي كان الزعيم الابرز للطائفة، لكن ومنذ إعتكافه وغيابه عن الحياة السياسية وسفره الى الخارج، برز إحباط سنيّ بشكل غير مسبوق، منذ استقالته على وقع انتفاضة 17 تشرين، وخروجه من الحكم لغاية اليوم، الامر الذي تلقفه على الفور المفتي دريان ليدخل على الخط السياسي، لترتيب البيت الداخلي، ما جعل اهل الطائفة السنيّة يتنفسون الصعداء، لينصّب المكسب الاول المتوقع صدوره اليوم من خلال وحدة الموقف لدى 20 نائباً من اصل 27 سيحضرون اللقاء، وسبق ذلك زيارة قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى دار الفتوى، فساهم في ضبط الوضع وترطيب الاجواء، وتهدئة الشارع السنيّ المحبط، والذي بدأ يتجه نحو الاطمئنان.

الى ذلك تشير المعلومات الى انّ المفتي دريان يُطلع الرئيس الحريري على كل شاردة وواردة، وهو على السمع من بعيد، كما يجري المفتي ايضاً اتصالات مع جهات لبنانية وعربية فاعلة، من اجل المساعدة في إعادة لبنان الى الخارطة، بعد ان كاد يفقد وجوده وسط ما يعانيه من انهيارات ضمن مختلف الاصعدة، ومن هذه الجوانب يترّقب الجميع ما سيؤول اليه الخطاب السنّي المنتظر من خلال بيان دار الفتوى، الذي ووفق مصادر سنيّة سيحمل نتائج ايجابية وخطوات موحّدة ستصّب في خانة مصلحة لبنان والاستحقاق الرئاسي.

وكان سبق ذلك إطلاق مجموعة من فاعليات المسلمين السُنّة يوم الخميس، نداءً وطنياً جامعاً، دعماً لمبادرة مفتي الجمهورية بجمع النواب السنّة، بهدف حماية الدولة اللبنانية بكل ركائزها الدستورية والمؤسساتية والوطنية، اي حملة جمعت عدداً من النواب والوزراء السنّة السابقين، والشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية بهدف الوصول الى قواسم مشتركة.

في غضون ذلك، إكتفى مصدر نيابي سابق في تيار» المستقبل» بالقول ل» الديار» : لبنان بأمسّ الحاجة الى رص الصفوف، في ظل الظروف التي تمّر بها البلاد»، مؤكداً بأنّ التيار الازرق من اول الداعمين لخطوة المفتي.

وعلى خط مغاير، تلفت مصادر سياسية معارضة للحريري الى انّ «تخبيصات» الاخير اوصلت اهل الطائفة الى هذا الدرك، وفي اللحظة الاخيرة غادر ولم يلتفت وراءه، معتبرة بأنّ الزعامة الحقيقية برزت خلال ايام الرئيس الراحل رفيق الحريري، ومن بعده لم يبرز اي زعيم للطائفة، ورأت بان المفتي دريان قادر اليوم بفضل موقعه الديني ورصانته، على تولّي زعامة اهل السنّة من دون ان يحصل اي خلاف على الاقل ظاهري، لانه يعرف جيداً قيادة الطائفة وهو يسمع للجميع ويتمعّن ويقول كلمته، بعد دراسة معمقة لها. وإستبشرت خيراً من حكمة المفتي دريان لأخذ الطائفة السنيّة نحو خط الامان.

وحول ما يطالب به البعض بعدم تدخل رجال الدين المسيحيين والمسلمين بالسياسة، إعتبرت المصادر المذكورة بأنّ لبنان لطالما وُصف بالبلد الطائفي، ولا شيء يمكن ان يغيّر صورته إلا من خلال نظام جديد بات من الصعب خلقه اليوم، فكل مراكز الدولة تسير وفق الطائفة والمذهب والى ما هنالك، لذا لم يتدخّل رجال الدين إلا حين اخفق السياسيون وما اكثرهم، فهم إضطروا مرغمين إن كان البطريرك الماروني بشارة الراعي او المفتي دريان، وعلى ما نعتقد فقد نجحا في ذلك اكثر بكثير من السياسيين.