IMLebanon

قرار عدم التفجير ساري المفعول… ولكن

الساحة الداخلية لاتدعو الى الإرتياح في هذه المرحلة. هناك حراك محموم يبدو من خلاله وكأنّ أطرافاً عدة تدرك أن هناك قراراً بعدم الوصول الى إنفجار كبير، وبأنّ هذا القرار هو إقليمي ودولي بالتوافق بين الكبار… إلاّ أن التصرفات توحي وكأنّ تلك الأطراف تنطلق من إعتقاد بأنّ الهدنة الداخلية ستصل الى خواتيمها قريباً، وبالتالي على كل طرف ان يكون «مستعداً»!

هذه الصورة ليست من عندياتنا. إنها محصّلة تحليل مطوّل طلع به سفير دولة أوروبية غربية بارزة… وهو ما إن انتهى من تحليله حتى إنهالت عليه الأسئلة في ذلك البيت الريفي الذي إستضاف صاحبه الحضور.

الأسئلة (على تفرعها) صبّت في سؤال مركزي كبير: وهل انك يا سعادة السفير، وكذلك دولتك، مقتنعان بأنّ القرار بالتهدئة في لبنان، أو أقله بعدم التفجير، قد انتهى مفعوله؟!

السفير المشار اليه معروف عنه الإسهاب في الكلام والغرق في التحليل، وأخذ رشفة من كأسه المليئة بين عبارة وعبارة. لذلك أخذ وقته «كاملا»، قبل أن يصل الى النتيجة الآتية:

أولاً – لاشك في ان قرار التهدئة في لبنان «مدعوم» من قوى كبرى فاعلة.

ثانياً – هذا القرار تلتزم به القوى الإقليمية ذات التأثير في لبنان.

ثالثاً – لا يعني ذلك بأي شكل من الأشكال أنّ اللبنانيين تحوّلوا الى قديسين وأولياء.. ولكن يصح فيهم مثل عربي مشهور وهو «مكره أخاك لا بطل». (قاله مترجماً الى لغته). لذلك فإنهم سيلتزمون ما إستطاعوا الى ذلك سبيلاً.

رابعاً – إنّ الوضع الداخلي لا يسمح لأحد بـ«ترف» الخربطة لأنّ أحداً لا يضمن النتائج على المدى البعيد:

1- إنّ حزب الله منهمك في الإستحقاقات «الخارجية» من القلمون السورية الى نينوى العراق، فالمنامة البحرينية، وعدن اليمنية. (وشرح السفير إن إهتمام الحزب في عدن يقتصر – بحسب معلومات المخابرات في بلده – بالتدريب، حتى إشعار آخر).

2- إنّ تيار المستقبل ليس في وارد المعارك، خصوصاً الأمني منها.

3- إنّ الأطراف المسيحية في لبنان بعضها يملك اسلحة، ولكنها ذات طابع دفاعي عن السلامة لا أكثر ولا أقل… و«على حد علمنا ليس هناك من سلاح ذي فاعلية قتالية لدى أي طرف مسيحي».

4- هناك الأطراف الثانوية التابعة للنظام السوري. وهي تلتزم في هذا الوقت بقرار حزب الله، وبالتالي فهي ليست قادرة على خرق أمني كبير في المفهوم القتالي.

5 – التفجيرات الإرهابية المألوفة ليست واردة على نطاق واسع. وإن كانت واردة إحتمالاً وكذلك عمليات الإغتيال. لماذا؟ لأن هذا يدخل ايضاً في إطار القرار الدولي الكبير… وإن كان الخرق (تكراراً) وارداً.

وعندما أنهى السفير مطالعته المطوّلة، قال: لو إجتمعت الدنيا كلها، والناس جميعاً، لضمان أمنكم وسلامكم فلن يتوصلوا الى حل مشكلاتكم … التي لا ينهيها ويجد لها الحلول إلاّ أنتم، في ما  بينكم… وإن عليكم (أيها اللبنانيون) أن تدركوا أن خلاصكم في أيديكم. واستدرك: أنتم تدركون هذه الحقيقة من دون أدنى شك ولكنكم تتجاهلونها، لأن ما يريحكم هو أن تستقيلوا من دوركم الوطني و… تسلموا القيادة الى الخارج!