IMLebanon

يا سيّد حسن… سلاحك هو الذي دمّر الليرة اللبنانية لا البنوك  

 

 

نأسف أن تقول مرجعية سياسية وقيادية أشياء ليس لها صلة بالحقيقة… بل بالعكس فإن هذا الشخص يقلِب الأمور لمصلحته كي يبرّئ نفسه.

 

أقول بكل تقدير واحترام للسيّد حسن: إنّ اتهامه البنوك بتدمير الليرة اللبنانية، وإنّ البنوك هي التي أفقرت الناس، والبنوك هي التي أخذت أموال الناس، غير صحيح، بل العكس هو الصحيح.

 

أبدأ بتحميل إدارة البلاد مسؤولية تدهور العملة اللبنانية لسوء تصرفاتها وذلك عندما يأتي الى الحكم رئيس يهمّه السباحة، وأن «يتشمّس» يومياً كي لا يغيّر لونه، ويستعرض آخر أنواع المايوهات تاركاً الحكم لرجالات ليس لها علاقة بحسن الادارة ولا هم يفهمون معنى ان الحكم لم يعد حكماً عادلاً، ولم يعد المسؤولون رجالاً يحافظون على مصالح لبنان العربية بدل أن يصبح لبنان وكراً للمخدرات من الكابتاغون الى جميع أنواع المخدرات.

 

والأهم، لقد تحوّل لبنان الى مركز لتدريب الحوثيين على جميع أنواع الاسلحة، كي يحاربوا المملكة العربية السعودية بمال إيراني وسلاح إيراني أيضاً.

 

مَن أخذ لبنان بعيداً عن محيطه العربي؟ إنهم أنتم يا سيّد حسن بإيمانكم بحكم ولاية الفقيه، ومشروع تشييع العالم العربي السنّي.. والأنكى إرسال الشباب اللبناني الذي دخل الى «الحزب» كي يحرّر لبنان من العدو الاسرائيلي فأصبح فجأة في سوريا…

 

كيف يسمح الضمير للسيّد حسن أن يرسل خيرة شباب لبنان ليذهبوا الى سوريا ويقاتلوا دفاعاً عن نظام حكم بشار الأسد أو من أجل الدفاع عن الحوثيين…

 

البنوك يا سيّد حسن هي التي رفعت اسم لبنان عالياً، وهي التي أمّنت البيوت للبنانيين، فهناك أكثر من 300 ألف منزل استطاع المواطنون اللبنانيون الحصول عليها بتسهيلات البنوك وذلك بسبب النظام المالي الحرّ.

 

كم كنت أتمنى لو تقول للناس أين ذهبت الـ90 مليار دولار أميركي… أخذتها الأنظمة التي تنتمي للمقاومة، فهل يمكن لك أن تقول لنا أين هي؟ وكيف صُرفت؟

 

ونذكّرك بأنه عندما تمنّع رئيس جمعية المصارف عن إقراض الدولة، قامت الدنيا عليه ولم تقعد.

 

يا سيّد حسن… هل تتذكر اننا بقينا مدة عامين ونصف العام بدون رئيس… لأنك كنت مُصرّاً على المجيء بأسوأ رئيس جمهورية في تاريخ لبنان وهو الرئيس السابق ميشال عون؟ حتى حليفك يا سيّد رفض أن يؤيّده، وصارحه بأنه لا يريد أن ينتخب رئيسين دفعة واحدة، ميشال عون ورئيس الظل فلتة زمانه الطفل المعجزة جبران باسيل.

 

شعارك: الشعب والمقاومة والجيش هو الذي وضع لبنان في خانة البلاد الفاشلة…

 

يا سيّد حسن، لو كان مشروعك السياسي في إدارة الدولة ناجحاً لما كنّا نعيش اليوم في جهنم. لقد رأينا ماذا يحصل في إيران والعراق وسوريا واليمن.

 

يا سيّد: إيران أيام الشاه كانت من أهم بلاد العالم تطوّراً وتقدّماً وصناعة.. اليوم صار أهلها بحاجة الى مساعدة، إذ يحصل 50 مليون إيراني أي أكثر من نصف الشعب على مساعدة قيمتها 20 يورو شهرياً لكل فرد، بلد صناعي من الطراز الأول يصدّر مليوني سيارة أوروبية الى العالم، أين أصبح اليوم؟ وكم أصبح سعر التومان؟ من 3 تومان لكل دولار، الى 350 ألف تومان مقابل كل دولار أميركي.

 

يا سيّدي… هل تعلم انه في عهدكم أصبحت كل حكومة ستشكّل تحتاج الى سنة كاملة.. ولو حسبنا حساب التعطيل.. أي تعطيل الدولة والدوائر، لتبيّـن انه ومنذ اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري أي منذ 18 سنة فإنّ أكثر من نصف تاريخنا تعطيل، وتطلب أن تكون الليرة بخير…

 

لو كنت فعلاً تخاف على الليرة وتخاف على مصير ومستقبل اللبنانيين كان عليك أن تخرجنا من موضوع ما يسمّى بالمقاومة منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، أي منذ 23 سنة.

 

ولو كنت تحب لبنان وتحب شعبك بالفعل… فأكيد أكيد كنت قلت في ذلك الوقت لنترك السلاح وندخل في مشروع الدولة ويجب أن تكون قواتك العسكرية ضمن جيش الدولة وحدها والجيش والقوى الأمنية هي المسؤولة عن الوطن والمواطن… أما أنت فيمكن أن تكون ضمن الدولة، وهذا هو الحل الوحيد.

 

فكفى تبجحاً واتهاماً، أحياناً تقول: ازرعوا أمام نوافذ بيوتكم نباتاً، وساعة تقول: إيران سوف ترسل البنزين والغاز والفيول، وساعة تقول إنها تريد أن تبني لنا مصانع للكهرباء..

 

فأين كل هذا؟ طبعاً إنه كلام بكلام..

 

هل تعلم يا سيّد، ان الضابط في الجيش اللبناني كان يحصل على تعويض قيمته 500 ألف دولار.. فكم أصبح راتبه بسببكم؟

 

هل تعلم ان المواطن اللبناني من أكبر مدير الى أصغر مدير الى الموظفين العاديين كانوا جميعهم يعيشون في بحبوحة، وأنّ رواتبهم توازي أعلى رواتب نظرائهم في دول أوروبا الغربية وأميركا؟

 

هل تعلم ان المستشفيات والجامعات والمدارس أصبحت في عجز، وبعضها توقف عن العمل بسبب سياستكم أنت ومشروع المقاومة والممانعة  وولاية الفقيه؟

 

يا سيّد: جماعتك، جماعة ولاية الفقيه، ذهبوا الى الصين لأنهم أصبحوا أمام خيار البقاء، ولكن بتغيير جذري لكل سياستهم.

 

والصين هي الحل الأخير لعودة النظام الايراني الى الواقع.