IMLebanon

الرحلة الصعبة

 

يتوقع للمحادثات التي سيجريها الرئيس سعد الحريري في الولايات المتحدة الأميركية أن تكون شاقة ومضنية كذلك. فالحريري سيواجه موقفاً أميركياً  صلباً من حزب الله وقد جاء التمهيد لها في بيان السفارة من  عوكر ليؤكد على أن واشنطن لا تكتفي بأن تراقب الواقع اللبناني عن قرب، بل تريد أن يكون لها رأي في شوارده وأوابده كأن توجه تحذيراً (بمثابة إنذار) الى «السلطات» اللبنانية، وأن «تحدد» مسار القضاء نحو  «الشفافية» وأن تتخذ جانب أحد أطراف الصراع ضد الطرف الآخر.

 

ولو اقتصر الأمر على حادثة قبرشمون – البساتين لكان الأمر قابلاً لتفادي التحرج، اذ بإمكان رئيس الحكومة أن يتحدث بإسهاب عن «المصارحة فالمصالحة» في قصر بعبدا، وعن الإجماع اللبناني على تجاوز تلك الأزمة، ووضعها في عهدة القضاء  العسكري، وما أنتجت المصالحة من «تبويس لحى» وهدوء مشهود وإنهاء التشنج الخ… ولكن ثمة مسألة قد يرى الحريري نفسه مدفوعا الى إثارتها إن لم يثرها معه الجانب الأميركي وهي العقوبات ضد حزب الله الذي يتمثل في حكومة الحريري تمثيلاً  بارزاً، والذي تكونت له كتلة وازنة في مجلس النواب، الى حضور شعبي كبير، وطبيعي أن يتحدث الحريري في ذلك وهو يعرف أن الأميركي يعرف ذلك بالفاصلة والنقطة. ولكنه يريد أن يدرك الأميركي أن تصعيد موقفه في هذا السياق قد يقود لبنان الى المجهول لأن الحزب لن يستكين ولن «يسلّم ذقنه» ببساطة! وإذا رفعت التطورات الى مواجهة (في لبنان) فالنتيجة معروفة سلفاً خصوصاً من حيث تداعياتها على مجمل الوضع اللبناني.

 

إلا أن الأدهى من ذلك (على خطورته) ما يتردد عن أن الأميركي مصرٌ على أن تشمل عقوباته «حلفاء الحزب». وهؤلاء ليسوا جهة واحدة أو فريقاً واحداً أو طرفاً واحداً. وهم يشكلون مروحة ممتدة الأجنحة من الجنوب الى الشمال، ومن العاصمة الى البقاع. وبينهم قيادات وأحزاب وزعامات و… مسؤولون كبار!

 

طبعاً أبرز حلفاء حزب الله حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي وشخصيات «مستقلة» سنية ودرزية.

المعلومات المتداولة «تجزم» بأن الرئيس نبيه بري ليس في اللائحة «الجاهزة» (هل هناك فعلاً لائحة جاهزة؟) والوزير سليمان فرنجية يُقال إن أصدقاء غربيين كباراً نجحوا في عدم إدراج اسمه في تلك اللائحة…

 

… أما ما يثير الجدال فهو ما يتردد (من شائعات يصرّ البعض على أنها «معلومات») حول من تستهدفهم اللائحة في التيار الوطني الحر بل في قصر بعبدا.

 

يقول عارفون ببواطن الامور إن الرئيس الحريري لن يقف حائراً أو مرتبكاً أمام هكذا «معلومات» إذا فوتح بها من قبل الأميركي… وهو بالتالي سيستفيض في الشرح  والتفسير وتعداد المحاذير  في حال صح الكلام على تلك اللائحة… ولكن هل سيكون لكلامه وتحذيراته ونصائحه صدىً عند الجانب الأميركي؟! أو إن الامر كله لا يعدو كونه نوعاً من العصا التي تلوح بها واشنطن تجاه كثيرين بهدف عزل حزب الله ورفع الغطاء الداخلي عنه. وإذا كانت تلك هي العصا فماذا تكون الجزرة؟!