IMLebanon

النازحون

 

مصيبة لبنان ليست قضية النازحين التي هي، في الحقيقة، مصيبة، ولكن المصيبة الأكبر هي إنقسام اللبنانيين حول موضوع النازحين الى فريقين، فريق لا يريد النازحين ويستعمل قضيتهم ورقة يزايد بها على الفريق الآخر بأنه أكثر حرصاً على لبنان…

 

والحقيقة الثانية أنه يستعملها ورقة ضد الفريق الثاني لكي يستفيد منها سياسياً مع جماعة 8 آذار، طبعاً جماعة 8 آذار أي الحزب الإلهي حصراً فقط من جماعة 8 آذار شارك في المعارك في الحرب الأهلية السورية وحارب مع النظام المجرم ضد شعبه.

 

لذلك فإنه متعاطف مع النظام ويرغب أن يجبر فريق 14 آذار على التعاطي، لا بل أكثر، على التطبيع مع النظام المجرم.

 

هناك سؤال بسيط: ما دامت العلاقات بين لبنان وسوريا هي علاقات جيران فهل من الضروري أن تكون العلاقة بالإكراه، أي بالقوة؟ وإذا كان رب العالمين يقول لا إكراه في الدين فلماذا الإكراه في المحبة؟!.

 

بكل صراحة جماعة 14 آذار لا يحبون النظام السوري خصوصاً قسماً كبيراً من المسيحيين لأنهم كانوا يعتبرون أنّ النظام السوري ظلمهم 30 سنة إحتلالاً وقتلاً عانى منهما قسم من اللبنانيين والذين كانوا على خلاف مع النظام السوري وذاقوا منه الأمرين.

 

نعود الى الموضوع الذي يجب أن نتوحّد حوله لنجد الحل لأنّ سياسة النكايات لا توصل الى مكان.

 

كذلك فإنّ الشكوى الى الأمم المتحدة أو الى المجتمع الدولي لن تفيد لأنّ هذا المجتمع يتعاطف طبعاً مع النازحين من الناحية الانسانية أولاً، ومن ناحية أنهم يخشون ارتداد المهاجرين الى البلدان الغربية… حتى أميركا ترفض الهجرة من دول أميركا الجنوبية إليها فكيف يمكن أن تقبل نازحين سوريين؟ وكذلك فإنّ أوروبا أعلنت غير مرة أنها لا تستطيع أن تتحمّل أي مهاجر إليها.

 

نعود لنقول إنّ الحل الحقيقي لموضوع النازحين يبدأ بالاتفاق بين اللبنانيين أولاً، أي أن نتفق في ما بيننا على حل يرضى عنه اللبنانيون جميعاً… أي اتفاق بين فريقي 8 و14 آذار، ولكن ليس على طريقة سنتين ونصف السنة بدون رئيس جمهورية لأنّ الحزب الإلهي هو الذي يحدد من هو رئيس الجمهورية، ومَن لا يعجبه فليبلّط البحر، ولا على طريقة تشكيل الحكومات التي تحتاج الى أشهر عديدة وربما الى سنة.

 

أخيراً، المشكلة في أي حل هي الرئيس السوري الذي قتل شعبه… ولكن هناك حل أفضل ألاّ وهو الحل الروسي، وبكل صراحة القرار في سوريا بيد الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين، وللبنان علاقات جيدة معه فيمكن أن يكون هناك حل عن طريقه، ولا طريق سواه.

 

عوني الكعكي