IMLebanon

طرد «داعش» من الجرود لا يلغي خطر «الخلايا النائمة»

مع انطلاق المرحلة الرابعة من العملية البرية «فجر الجرود» التي أعلنها الجيش اللبناني لتحرير الجرود الحدودية في رأس بعلبك والقاع، ترسم مصادر سياسية مطّلعة أفقاً مختلفاً للمرحلة الأمنية المقبلة، وذلك على إيقاع تطهير الأراضي اللبنانية كافة من إرهاب تنظيم «داعش» وإقفال الحدود أمام أي تسرّب للإرهاب التكفيري، أو حتى أمام عناصر وخلايا نائمة تريد استهداف الإستقرار الأمني الداخلي. وتشدّد المصادر على أن مرحلة ما بعد «داعش» ليست مرحلة للراحة والإطمئنان، بل على العكس، فإن التحديات الأمنية المتمثّلة بالخلايا التابعة لهذا التنظيم الإرهابي، والمنتشرة في أكثر من منطقة وفي بعض المخيمات الفلسطينية.

 وفي هذا السياق، نبّهت المصادر نفسها، إلى خطورة ما جرى في مخيم عين الحلوة في الأسبوع الماضي من اشتباكات، مؤكدة أن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وإلى ترتيبات ميدانية، تسمح بإعادة الهدوء إلى شوارع المخيم، لا يعني أن السيناريو الذي وضعته أطراف إرهابية لتفجير أمن عين الحلوة قد وضع جانباً، بل على العكس، فإن خطر إرهابيي «داعش» لن يزول مع طرد إرهابيي هذا التنظيم من الجرود اللبنانية. وأبرزت مثالاً على استمرار التهديدات الإرهابية، ما يحصل في بعض العواصم الأوروبية من عمليات إرهابية نفّذتها عناصر منتمية لتنظيم «داعش». معتبرة أن كل الإحتمالات واردة لجهة تحرّك أية عناصر إرهابية في الداخل اللبناني، ومشدّدة على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية مستنفرة وتعمل على التنسيق والتعاون في سياق الأمن الإستباقي لإحباط أية محاولة من قبل إرهابيي تنظيم «داعش» لتنفيذ أي اعتداء في أي من المناطق اللبنانية.

وفي سياق متصل، تؤكد المصادر السياسية المطلعة نفسها، أن العمليات الإنتقامية التي ينفّذها إرهابيو «داعش» خارج ساحات الصراع الدائر في المنطقة، تهدف إلى زرع القلق والإرباك بهدف تخفيف الضغط عن التنظيم في كل من العراق وسوريا ولبنان، حيث تمّت محاصرته تمهيداً للقضاء عليه بشكل نهائي، وإسقاط كل مخطّطاته التوسّعية. ورأت أن الساحة اللبنانية، وبعد تحقيق الإنتصار المنتظر والوشيك على تنظيم «داعش» الإرهابي، هي في دائرة الخطر، مشيرة إلى أن التدابير والإجراءات الأمنية المتّخذة في موازاة الخطة التي وضعها الجيش اللبناني لتحرير الجرود، هي التي نجحت في فرض معادلة استقرار أمني في الداخل، وقد شكّلت سدّاً منيعاً أمام إرهابيي «داعش»، الذين حاولوا اختراقه، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، الأمر الذي دفعهم إلى استخدام أوراق يملكونها تتمثّل ببعض العناصر الإرهابية الموجودة في المخيمات، وتحديداً في مخيم عين الحلوة، ولكن من دون أي جدوى. وأكدت أن الحزم السياسي والأمني في مواجهة كل أشكال ووجوه الإرهاب، قد حال دون تنفيذ أي من سيناريوهات الإنتقام التي كشف عنها الموقوفون لدى الأجهزة الأمنية، والذين اعترفوا بأن تنظيم «داعش» قد جنّد لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير لخربطة الوضع الداخلي وإرباك الأجهزة الأمنية.