IMLebanon

الخطوة الأولى في مرحلة الألف ميل

الخطوة الأولى في مرحلة الألف ميل

أوّل اتصال خارجي أجراه الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب كان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهذا إن دلّ على شيء فإنّـما يدل على أهمية مصر بالنسبة الى العالم العربي أولاً وبالنسبة الى العالم عموماً ثانياً.

هذا الاتصال الهاتفي جاء تعبيراً عن اقتناع الرئيس الاميركي الجديد بأهمية دور مصر في محاربة الإرهاب خصوصاً أنّ مصر تعاني من الارهاب لأسباب عديدة.

أولاً- إنّ ما يعانيه الشعب الفلسطيني من إرهاب، واقتلاعه من أرضه وتدمير منازله(…) هو أحد الأسباب التي دفعت ترامب الى التروّي في قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس، إذ أنّ بعض المستشارين الذين يعرفون منطقة الشرق الأوسط عن قرب يعرفون رد الفعل المتوقع في المنطقة في حال تنفيذ هذا القرار.

ثانياً- إنّ تنظيم الاخوان المسلمين ومنذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو تنظيم متطرّف وإن كان في أحيان كثيرة رداً على التطرّف الاسرائيلي… فالتطرّف يستدرج التطرّف الآخر.

ثالثاً- الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به مصر، خلف مناخاً يساعد بعض الشباب المتحمّس على استسهال الوقوع في شبكات التطرّف من خلال التلاعب بعقولهم ومنحهم الوعود الخلاّبة… الجنّة!..

وفي هذه النقطة بالذات فإنّ العمود الفقري للاقتصاد المصري هو في السياحة التي عانت وتعاني كثيراً من الإرهاب ما انعكس سلباً عليها وأدّى الى ضمور في الاقتصاد.

رابعاً- انّ لمصر ثقلاً عربياً كبيراً، فإذا ارتاحت مصر ارتاح العالم العربي كله، وهي تشكل نصف هذا العالم.

ولا يمكننا أن ننكر أنّ ما نفذه الجيش المصري في قناة السويس الثانية كان عملاً جباراً.

لا شك في أنّ الرئيس المصري وبسياسته الجديدة، وبعدما انتهينا من أميركا التي عاشت حالاً غير مسبوقة أيام أوباما الذي أدّى الى تراجع في الحضور والدور الأميركي… ما يشي بأنّ ترامب يتجه حالياً الى استعادة الدور والحضور.

عوني الكعكي