IMLebanon

الخماسية بعين أحد أطرافها  

 

 

يعرف السياسيون والصحافيون والإعلاميون المطلعون عموماً وذوو التواصل مع الوسط الديبلوماسي أن أحد البارزين في هذا الفريق العامل في سفارة إحدى دول اللجنة  الخماسية المعتَمَدة في لبنان مشهور بوصفه بِـ «الجليس الأنيس». وهو، للمناسبة، ليس السفير، ولكنه ذو دور مرموق. وقد نسج هذا الرجل شبكة علاقات واسعة ذات طابع اجتماعي، لذلك كثيراً ما تجمعه «لقاءات الأماسي» بأصدقائه الكثر الى موائد عشاء غالباً ما يكون نجمها لما يتمتع به من لياقة وخفة ظلّ. وبات مشهوراً بعبارته التي يرددها، على العَتَبة، قبيل دخوله أيّاً من المنازل التي تستقبله: «أين المشجب؟ لأنني سأخلع «لباسي الديبلوماسي» لأعلقه عليه»! وهي طرفة يقصد منها القول إنه يدخل بصفته الشخصية، وليس بالصفة الوظيفية.

 

في لقاءٍ مع هذا الصديق الظريف، عُقد حول مائدة الطعام في دارة صديق مشترك، استأثر بالاهتمام والحوار بيان السفارة الأميركية الذي خُصِّصَ لاجتماع سفراء الخماسية، أخيراً، في عوكر. وكان لهذا الديبلوماسي كلام في الموضوع. هنا إيجاز لخلاصة ما قاله:

 

أولاً – سفراء الخماسية ثلاثة أصناف: المتحدث دائماً، والمتحدث إذا طُلب منه أن يتكلم، وشبه الصامت.

 

ثانياً – وهم، أي السفراء الخمسة، يتعاملون مع الاستحقاق الرئاسي من ثلاثة منطلقات: مَن لديه مرشح لرئاسة الجمهورية لم يفصح عنه بعد، ومَن ليس لديه مرشح ولكن لديه «فيتو» على مرشّح ويحتفظ باعتراض دولته على هذا المرشح ليبلغه الى المعنيين قبيل جلسة الانتخاب عندما يجدّ الجدّ. وأخيراً مَن «ينام مرتاحاً» لثقته بأن مرشح دولته واصل حتماً الى قصر بعبدا، ولكنه يكتفي بإسداء النصح للآخرين ولا يزيد. ولا يذكر هذا المرشح بالاسم.

 

ثالثاً – أود أن أجزم : ١- بات لدى السفراء الخمسة، وخلفَهم دولهم الخمس، اقتناع أكيد بأن ترك الجماعة السياسية في لبنان «على مزاجها» يعني أن لا انتخابات رئاسية حتى الى ما بعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي بعد نحو سنتين. ٢- وبالتالي يجب على العواصم الخمس «أن تبدّل من أسلوب تعاطيها مع الذين تمون عليهم». وأجزم بأن هذا سيحدث في القريب العاجل. ٣- وأستطيع أن أجزم كذلك أن هذا المسار بدأ عملياً في الآونة الأخيرة.

 

رابعاً – وقبل أن تسألوني أجيبكم: نعم رئيسكم الجديد لم يعد بعيداً وصوله الى قصر بعبدا.