IMLebanon

حلف «القوات» ــ «الإشتراكي» يحتاج الى الصوت السنّي… والخصوم يعيشون التخبّط

 

 

كلما اقتربنا من موعد الانتخابات المفترض في أيار المقبل، كلما أصبحت صورة التحالفات أوضح بين 3 قوى رئيسية ستتنافس فيما بينها على نيل المقاعد النيابية، الفريق الأول يضم قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، والثاني يضم قوى 14 آذار، والثالث يضم القوى الجديدة التي نتجت عن تحركات تشرين 2019.

 

رغم كل الخلافات بين قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، إلا أنهم بميزان القوى يمثلون فريقاً سيواجهه فريق 14 آذار الذي يسعى جاهداً لتوحيد صفوفه من أجل المواجهة، بينما في المقلب الآخر لا تزال التباينات الكبيرة تعصف بأي تحالفات انتخابية ممكنة، وهذا ما سيؤدي بحال استمراره الى خسارة مقاعد أساسية.

 

في دائرة بعبدا على سبيل المثال، حيث المنافسة على 6 مقاعد، 2 للشيعة، مقعد درزي، و3 مقاعد مارونية، يمكن القول أن القوى الأساسية في 14 آذار توحّدت وباتت لائحتها شبه جاهزة، بينما لا يزال النقاش دائراً في المقلب الآخر حول ما إذا كان يجب التحالف بين التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، علماً أن المؤشرات تدل على أن النتيجة ستكون مناصفة بين الطرفين حتى ولو تحالف الوطني الحر مع «حركة أمل» وحزب الله، حيث سيخسر التيار مقعداً مارونياً لصالح تحالف «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «الوطنيين الأحرار».

 

إن تحالف «القوات» و «الإشتراكي» بات من الثوابت في الانتخابات المقبلة، وبحسب المعطيات، فإن «تيار المستقبل» سيكون حليفاً ، ولو استدعى الامر أن يكون التحالف سريّاً، ولكن قلق «القوات» و «الاشتراكي» هو من عدم حماسة الناخب السني في الانتخابات المقبلة.

 

إن ضعف المكوّن السني في التحالف سيجعل منه عرضة لخسارة بعض المواقع في اكثر من دائرة، على رأسها دائرة الشوف وعاليه، حيث سيكون «الاشتراكي» معرّضاً لخسارة مقعدين درزيين هذه المرة من أصل 4 مقاعد، لا مقعداً واحداً، كما سيكون لقوى المعارضة شأناً كبيراً اذا ما توحدت في لائحة واحدة، حيث تُشير المعطيات الى أن الضعف السني، وتوحد قوى المعارضة سيعطيان هذه القوى المعارضة مقعداً على الأقل في هذه الدائرة.

 

إن هذا الواقع يجعل من «الاشتراكي» و»القوات» يضغطان لأجل تحفيز الشارع السني، عبر الطلب من دول عربية التدخل، خاصة أن وجوده مهماً للغاية في سبيل المعركة الأساسية التي يسعى إليها هذا الفريق للحصول على الاكثرية النيابية.

 

إذا أصبح شبه واضح الطرف الاول في المعركة الانتخابية، أما الطرف الثاني فلا يزال يتخبط بالخلافات، إذ تُشير المعطيات الى أن التيار الوطني الحر الذي يعلم حساسية المعركة بالنسبة الى حزب الله، ومدى رغبة الأخير في الحصول على الأكثرية بالتحالف مع التيار، يسعى للحصول على ضمانات من الحزب بشأن ملفات معينة قبل البحث في أي تحالف انتخابي ممكن.

 

قد لا يعود 14 آذار بشكله السابق، ولكن القوى الأساسية فيه تمكّنت من إيجاد بعض النقاط المشتركة للقاء في الانتخابات، فهل تتمكن قوى 8 آذار والتيار من إعادة وصل ما انقطع؟

 

هناك من يقول بأن أي أكثرية تنتجها الانتخابات لن تحمل مشروعاً واحداً، وكما حصل مع الاكثرية الحالية سيحصل مع أي أكثرية مقبلة، خاصة أن التحالفات الانتخابية لا تأخذ بعين الاعتبار المشروع إنما المصلحة، لذلك قد نشهد بعض التحالفات الغربية في الانتخابات المقبلة.