IMLebanon

التشكيل ينتظر تفكيك العقد والعودة من الجولات

 

عوَّل كثيرون على خلوة الدقائق في مجلس النواب بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، لكن تبين أنَّ لا خرق للجدار الذي ارتفع بين الطرفين. فبعد اجتماع الربع ساعة، تبين أنَّ الخلاف ما زال قائماً لجهة العقدتين الدرزية والمسيحية، وما يزيد من تعقيد الأمور أنَّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان أوصل إلى الرئيس المكلف بما معناه أنَّ لا جديد في الزيارة لقصر بعبدا، قبل التفاهم مع الوزير جبران باسيل حول التشكيلة الحكومية، وربما هذا ما دفع الرئيس المكلف إلى لقاء الوزير باسيل في جلسة مجلس النواب، من دون أن يخرج الدخان الأبيض على مستوى التشكيلة.

***

بعد هذا التطور السلبي، لا تطورات إيجابية مرتقبة في ما تبقَّى من أيام الأسبوع:

فالرئيس المكلف يُتوقَّع أن يكون غداً الجمعة في مدريد ليلتقي نظيره الإسباني، على أن يكون في عطلة نهاية الأسبوع في لندن في زيارة عائلية. هذا يعني أنَّ لا شيء مرتقباً قبل الأسبوع المقبل مع ما يعني ذلك من توسع دائرة العطلات بين وزراء حكومة تصريف الأعمال ونواب المجلس الجديد، ويكون البلد متروكاً على شوارده.

وحتى في الأسبوع المقبل لا شيء محسوماً، خصوصاً أنَّ محور الإتصالات، الوزير جبران باسيل، سيكون في واشنطن منتصف الأسبوع المقبل بدعوة من الخارجية الأميركية للمشاركة في مؤتمر عن الحوار بين الأديان، لن يكتفي الوزير باسيل بالمشاركة في المؤتمر بل إنَّ الإستعدادات والتحضيرات تشير إلى لقاءات مميزة لجهة تحديد مواعيد رسمية للوزير باسيل مع مسؤولين أميركيين كبار، من بينهم جون بولتون مستشار الأمن القومي بالإضافة بالتأكيد إلى مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركية، الداعي لمؤتمر الحوار، ويبدو أنَّ شخصيات لبنانية أخرى دُعيت إلى المؤتمر.

 

***

في هذه الأثناء، البعض يرى أنَّ التأخير في تشكيل الحكومة لا يزال ضمن المهلة المقبولة والمعقولة، من دون أن يعني ذلك التلكؤ في إطلاق الورشة التشريعية وتفعيل دور المجلس النيابي لجهة عدم جواز تعطيل المؤسسات الواحدة تلو الأخرى. فكان القرار بانتخاب اللجان النيابية لئلا يبقى البلد في حال من المراوحة.

***

أين الإقتصاد من كلِّ ما يجري؟

لا نقاش ولا جدال في هذا المجال من أنَّ التعويل هو على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي جدد التأكيد أنَّ تثبيت سعر صرف الليرة مسألة لا رجوع عنها، وجاء هذا التأكيد في معرض الرد على ما كان يُشاع من أنَّ العملة الوطنية ستتراجع إلى درجة الإنهيار، فجاء الرد بالتأكيد على الإحتياطات المرتفعة الموجودة في مصرف لبنان.

سلامة لم ينفِ تأثير بعض الأصوات، فأبلغ إلى وفد جمعية المصارف أنَّ الحملات المتواصلة في بعض وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الإجتماعي تُؤثِّر لكنها لا تخلق وضعاً مختلفاً.

لكن تأليف الحكومة هي السياسة التي تشكل الرافعة للإقتصاد وليس العكس، وإنَّ من الضروري إعادة تشكيل السلطات ليكون الإقتصاد في مأمن.