IMLebanon

تشكيل الحكومة في مستنقع التعثر وعدَّاد الملفات شغَّال

 

وماذا ينتظر السياسيون والمسؤولون ليُخفِّفوا عن آلام الناس ومعاناتهم؟

هل يعتبرون أنَّ قدرتهم على التحمل هي إلى ما لا نهاية؟

هل ينتظرون الإنفجار الإجتماعي الآتي لا محالة لكي يتحركوا؟

ألا يستطيعون المبادرة إلى المعالجة من دون ضغط الإضطرابات في الشارع؟

لقد وصلت اللامبالاة، وربما العجز، إلى مستويات غير مسبوقة، فهل هذا هو المطلوب؟

كيف تبدو الصورة اليوم؟

لن استسلم أمام الصعوبات، قالها الرئيس المكلف سعد الحريري في المنتدى الإقتصادي الذي انعقد في بيروت… كانت هذه العبارة كافية ليراجع المعارضون والمعترضون حساباتهم انطلاقاً من الحق الدستوري للرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، ومن هذا المنطلق أيضاً عاود مروحة إتصالاته مع الأقطاب في محاولة للجوجلة وكذلك في محاولة لتثبيت القناعات التي لم يعد من السهل تجاوزها.

إن عدم الإستسلام يتناول عدة أمور:

فمن داخل البيت السنّي، حسم الرئيس الحريري خياراته بأنَّ لا تمثيل لِما يُسمَّى المعارضة السنّية:

فالرئيس نجيب ميقاتي والنائب فؤاد مخزومي لم يجهرا بالمعارضة، والنائب السنّي من كتلة الحزب التقدمي الإشتراكي ليس من المعارضة، والنائب السنّي في كتلة الرئيس نبيه بري ليس من المعارضة، وكذلك النائب في كتلة حزب الله، والنائب أسامة سعد يُفضِّل العمل من داخل الندوة البرلمانية، يبقى النواب فيصل كرامي وعبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي وجهاد الصمد غير المتفقين على جبهة واحدة… إنطلاقاً من هذه المعطيات حسم الرئيس المكلف سعد الحريري خياره ليؤكد أنَّ الوزراء السنَّة الستة سيكونون من تيار المستقبل.

درزياً، ما زالت الأمور على حالها ولم يحصل أيُّ خرق على مستوى المطالب بين المختارة وخلدة، والأمور إلى مزيد من التعقيد في ظل التصعيد غير المسبوق بين التيار الوطني الحر، حليف النائب طلال ارسلان، والحزب التقدمي الإشتراكي، والذي بلغت شظاياه العهد برمّته.

مسيحياً، جرى الحديث عن حلحلة تتمثَّل في قبول القوات اللبنانية بأربع حقائب، من دون التمسك بنيابة رئاسة الحكومة أو بحقيبة سيادية، لكن هذا القبول يصطدم برفض الوزير جبران باسيل لهذا المخرج، وهو يتمسك بإعطاء القوات اللبنانية ثلاث حقائب على رغم علمه بأنَّ الرئيس المكلف سعد الحريري مع الطرح الأول.

بهذا المعنى فإنَّ عملية شدِّ الحبال ما زالت على حالها، والأسبوع المقبل لناظره قريب، فليس من تطورات متسارعة في عطلة نهاية الأسبوع، فالوزير جبران باسيل المعني مباشرة بعملية التشكيل، من قبل الرئيس عون، سيكون في موسكو لحضور نهائي المونديال في كرة القدم، وعليه فإنَّ الإنتظار سيكون لحلول الأسبوع السابع على التكليف، ما يعني أنَّ الأمور ستبقى على حالها على رغم أنَّ عدَّاد الملفات شغَّال من دون توقف.