IMLebanon

المستقبل «يغدر» بكاظم الخير

 

صدمة قوية عاشتها مدينة المنية ليل السبت الأحد، إثر ورود معلومات عن تسمية المرشح عثمان علم الدين مرشحاً لتيار المستقبل في القضاء، في مخالفة لكل التوقعات الانتخابية. فالرئيس سعد الحريري تخلى عن نائب تيار المستقبل الحالي كاظم الخير، ما دفع العديد من أنصار الأخير الى إزالة صور الرئيس سعد الحريري من عدة أماكن في المنية، بما فيها منزل الخير نفسه، حيث رفعت صور الحريري قبل يومين إثر مهرجان انتخابي أقامه دعماً لـ«المستقبل».

 

أشد المتفائلين في عائلة علم الدين كان يستبعد أن يُقدم «المستقبل» على ترشيح عثمان علم الدين. كانت المعطيات تشير الى انقطاع العلاقات بين الطرفين، كون علم الدين أعلن غير مرة أنه لن يتحالف مع آل الحريري مهما كانت الظروف. وترجم ذلك بلجوئه الى البحث عن لوائح أخرى، ففتح قنوات انتخابية مع الرئيس نجيب ميقاتي، وارتفعت أسهمه سريعاً، بعد سلسلة من الاجتماعات بين الطرفين. إلا أن علم الدين لم ينجح في إقناع ميقاتي بترشيحه.

ومع فشل المفاوضات مع ميقاتي، لجأ علم الدين الى الوزير أشرف ريفي ، إلا أن المفاوضات بين الطرفين وصلت الى طريق مسدود، ما كون اقتناعاً لدى أبناء المنية بأن علم الدين سيكون من أبرز المستبعدين عن اللوائح الانتخابية.

علم الدين، في حديث إلى «الأخبار» عن تسميته مرشحاً لـ«المستقبل»، بالرغم من الخلاف السياسي القائم بينهما، قال: «نحن لم نبتعد يوماً عن التواصل مع آل الحريري، ولا يوجد بيننا خلاف، وأنا من قلب بيت الحريري». وعن العلاقة طوال الفترة الماضية، قال: «إذا كان بيني وبين تيار المستقبل عتب، فلا يعني ذلك انشقاقنا عنه». وجواباً عن سؤال عن المبلغ الذي يمكن أن يكون قد دفعه لتمويله لائحة المستقبل، قال علم الدين: «نحنا لا ندفع ولا نقبض، وأنا أفقر مرشح في المنية».

في المقلب الاخر، لم يستسلم النائب الحالي عن تيار المستقبل كاظم الخير، ولم يعلن انصياعه لقرارات التيار الأزرق، بل توجه الى أنصاره بالقول «كنا مخلصين وأوفياء مع الرئيس سعد الحريري لأننا مؤمنون بأن هذا الخط سينقذ لبنان رغم اعتراضنا على بعض الممارسات، إلا أننا شعرنا منذ أشهر بأن هناك مؤامرة ضدنا. الظاهر أن الرئيس الحريري أخذ الخيار بالتخلي عنا، ومستمرون بمعركتنا، ومحضرين حالنا، ما رح نسكّر بيوتنا ومكمّلين معركتنا».

كلام الخير، وجد صداه لدى أنصار الرئيس ميقاتي في المنية، فتوجه وفد منهم الى منزل نائب المنطقة، ما زاد من تسارع التطورات، وارتفاع الحماسة الانتخابية في القضاء. وفي معلومات «الأخبار» أن قنوات جدية بدأت تفتح بين الطرفين للتحالف. وأكّدت مصادر ميقاتي لـ«الأخبار» وجود مسعى جدي لترشيح كاظم الخير على لائحة رئيس الحكومة الأسبق.

الخير قال لـ«الأخبار»: «فوجئنا بما حصل، تبلغت رسمياً من تيار المستقبل أني سأكون مرشحه في المنية، وعلى هذا الأساس قدمت أوراق ترشحي، وهم طلبوا مني إقامة مهرجان شعبي، ضم قرابة 5 آلاف شخص، وإعلان برنامجي الانتخابي». يضيف: «اتصل بي المرشح عثمان علم الدين، وقال لي «مشي حالي عند الحريري»، فقلت له مبروك وأنا مستمر بترشحي والصناديق هي التي تحسم بيننا».

وعن الخيارات المتاحة أمامه، قال الخير: «مستمرون حتى آخر رمق، نتواصل مع كل الأطراف واللوائح، بعدما انفكت القيود عني، وانفتحت أمامي جميع الأبواب، وحتى الآن لا نزال ندرس خياراتنا. سنبقى الى جانب الأوفياء الذين وقفوا الى جانبنا في المنية».

لا شك أن الواقع الانتخابي تبدّل كلياً، وبدأت معه تطرح تساؤلات جدية عن معركة انتخابية قاسية في المنية. وسواء نجح ميقاتي في استقطاب الخير أو لم ينجح، فإن الحريري قد فتح على نفسه معركة انتخابية صعبة، بعدما كانت شبه محسومة له. ففي حال عدم دخول الخير في أي لائحة، واضطراره إلى الانسحاب، فإن ذلك سيعزز خظوظ ابن عائلته، رئيس المركز الوطني في الشمال، كمال الخير، الذي يعمل على تأليف لائحة يرأسها في دائرة طرابلس ــ المنية ــ الضنية.