IMLebanon

المستقبل درس خيارات المعركة : قادرون على الفوز

 

لم يتردد احد الكوادر المستقبلية في لقاء علني مع ناسه في التأكيد على خيار المستقبل بخوض الانتخابات وتثبيث صحة الشائعات بان المستقبل يمكن ان لا يتحالف في الانتخابات المقبلة مع حليفه السياسي التيار الوطني الحر ،وما لم يسمعه الناس من القيادي المستقبلي ورد في تلميحات حصلت بالواسطة من خلال نوابه بانه لم ينجز تحالفاته بعد بصورة نهائية وبانه سيقوم بتحالفات مستقبلية عابرة للاصطفافات لم تأت من العدم وبدون قرار من القيادة العليا في بيت الوسط.

القنبلة الصوتية التي رماها المستقبل من خلال نوابه وكبار مسؤوليه فعلت فعلها وقد جاءت تصريحات النوا ب جمال الجراح وسمير الجسر لتزيل الشك عن اليقين الانتحابي وللتعبير عن خيارالمستقبل «نعم التيار قد يذهب الى الانتخابات وحيداً». وبحسب اوساط مطلعة على ما يجري لدى المستقبل، فان ما صدر على لسان مستقبليين هو اكثر من قنبلة صوتية سوف تتحول الى واقع مع اقتراب الدخول في المرحلة الاخيرة لظهور التحالفات. والقرار المستقبلي بخوض الانتخابات بلوائح زرقاء «مثل ما هي» مرده الى عوامل منها ما هو متعلق بحسابات الورقة والقلم الانتخابية ومنها ما يتصل بالموقف العام والسياسي لتيار المستقبل في المرحلة المقبلة.

موقف الحريري بحسب المستقبل ليس وليد الساعة بل يعود الى مرحلة التحضير لاحتفال 14 شباط فيومذاك حار الحريري في اختيار خطابه الى جمهوره الموجود في الصالة بعد المتغيرات التي عصفت بجمهور 14 آذار وما حصل على الساحة السياسية، فلم يجد الحريري حرجا او بدا من اللجوء الى الخطاب التعبوي لشد عصبه السني والآذاري بالتأكيد انه لا يمكن ان يتحالف مع حزب الله وبأنه على وشك ان يخوض الانتخابات من دون مال، والهجوم على حزب الله من منبر «البيال» كان رسالة مستقبلية تعرف هدفها بالتصويب على التحالف مع 8 آذار وكل ما يتصل بها فقصد الحريري انه لن يتحالف مع التيار الوطني الحر من جهة ثانية ايضا.

عدا ذلك فكل المؤشرات والاحصاءات بينت ان المستقبل هو الخاسر الاكبر في الانتخابات من مجموع الاحزاب التي لن تخسر مثله من رصيدها النيابي الا في حدود اربعة نواب او اقل او اكثر بقليل فيما هو مرشح ان يخسر اكثر من 12 نائبا مما استدعى المراجعة الكاملة للارقام والحسابات بدون الاخذ بعين الاعتبار موقع الحليف ما دام الحليف لم يأخذ بوضعية المستقبل، ففي جزين حاول المستقبل بعد دراسة واقعه المأزوم بخسارة مقعد صيدا الثاني للمرشح أسامة سعد راجع قيادة التيار وفاتحه بنيته الحصول على مقعد كاثوليكي في جزين للتعويض عليه الا ان التيار لم يبت الطلب وهذا ما حصل في عدد آخر ويعتبر نموذجاً عن عدم مراعاة المستقبل في خياراته وحراجة موقفه في اكثر من دائرة فالمستقبل قادر على تأمين الحاصل الانتخابي للوائحه وحده في مناطقه السنية، فاسوأ ما في الامر انه ثبت ان تحالفات المستقبل لا تربحه او تساهم في التعويض عليه فكان لا بد من طرح الصوت ربما في محاولة لاستعادة ثقة الجماهير السنية حتى لا تذهب الى الخيارات السنية الاخرى.

تبين للمستقبل ان التحالفات لا تعود بنتائج مبهرة في صناديق  الاقتراع ولا في السياسة كون التحالف مع التيار لا يكسب المستقبل بالارقام بعدما ظهرت الابحاث الانتخابية ان جمهور الطرفين لن يصوت لبعضه، وما للتيار سيبقى للتيار وما للمستقبل سيبقى للمستقبل. وعليه فان المستقبل في حال فك تحالفه مع التيار، فان ذلك لا يعني العودة الى 14 آذار والانقسام السياسي السابق بين 8 و14 آذار، فالحريري لن يضم الى مرشحيه الا من يلتقون مع خياراته السياسية الجديدة وهو لن يتحمل وفق اوساط مطلعة على ما يجري في المستقبل اهتزاز علاقته بالتيار او علاقته الثابتة مع رئيس الجمهورية وحيث يتردد ان الحريري وضع رئيس الجمهورية في ضوء خطواته الانتخابية وتصوره للمعركة ومصير  تحالفاته.فيما بدا واضحاً ان رئيس المستقبل يحاول ان يكون في الوسط وان ينجز تموضعا او انفتاحاً مقبولاً على النائب وليد جنبلاط والتيار ايضاً حسب ما تقتضي الحاجة الانتخابية او ان يقوم بتحالفات ترفضها السعودية وتجعلها توجه اهتمامها على الفريق السني الآخر الذي يتربص بالحريري، خصوصا مع بدء زيارة مستشار الديوان السعودي نزار العلولا الى لبنان في زيارة تتخذ في بعض جوانبها الطابع الانتخابي.