IMLebanon

أصبحت اللعبة مكشوفة

 

 

الصراع على السلطة أمر طبيعي، نفهم أنّ جبران باسيل يريد أن يحقق طموحه وطموح عمّه في أن يصل الى رئاسة الجمهورية، ومن أجل ذلك بدأ بتصعيد الخطاب السياسي، نقول هذا الكلام لا لنتجنّى على أحد ولكن في متابعة لكلام ميشال عون في أواخر الثمانينات كان همّه الوحيد لكي يستقطب الجماهير هو خروج السوريين من لبنان، طبعاً من أجل ذلك شتم حافظ الأسد.

 

بمعنى آخر أنّ جبران باسيل اليوم عليه أن يطرح شعاراً يستطيع من خلاله كسب الجماهير المسيحية، فمن أجل ذلك يرفع شعار استعادة حقوق المسيحيين التي سلبها المسلمون منهم.

 

بدأ هذا مع قانون الانتخاب، ومن أسف أنّ سمير جعجع دخل في اللعبة (الموافقة على القانون) من أجل كسب بعض النواب، علماً أنه قانون طائفي مئة بالمئة وبعيد عن الوطنية والتعايش الذي هو أساس لبنان.

 

واليوم يطرح جبران شعاره: إستعادة حقوق المسيحيين، ونسأله: كان عمّه ينادي بشعار خروج السوريين، فهل في رأيه أنّ السوريين خرجوا من لبنان؟ فإذا كانوا خرجوا كيف وصل جميل السيّد الى النيابة؟ ولماذا ذهب «حزب الله» الى سوريا؟ وما الفرق بين «حزب الله» وسوريا؟ سوريا لا تزال موجودة من خلال «حزب الله» أولاً ومن خلال بعض النواب المعارضين الذين فُصّل القانون الانتخابي الجديد من أجل وصولهم الى الندوة البرلمانية.

 

أحسّ الدكتور جعجع بأن البساط سُحب من تحت رجليه فأخذ يبحث عن طرح جديد يستطيع من خلاله استقطاب الجماهير، فعاد الى نبش المسألة الفلسطينية في لبنان (ومنذ العام ١٩٨٢ حتى العام ٢٠١٩) نحو ثلاثين عاماً… خلصت «دولة» فلسطين في لبنان… إسرائيل قضت عليها… ولم يبقَ في لبنان إلاّ الفلسطينيون غير القادرين على المواجهة… فلماذا إعادة إثارة قضيتهم وعلى يد وزير محسوب على «القوات» بالذات.

 

يُقال إنّ عدد الفلسطينيين اللاجئين الى لبنان هو ٥٠٠ ألف، بحسب القيود الرسمية اللبنانية، إلاّ أنّ الأمم المتحدة تحصر عددهم فقط بـ١٧٠ ألفاً.

وزير العمل، كميل ابو سليمان نجل المرحوم شاكر ابو سليمان، هو صاحب الشهرة العالمية، وهو رجل ضحّى كثيراً بقبوله الوزارة… وقد كان أبرز المحامين في الولايات المتحدة الاميركية… وبالتالي هو وزير «القوات»، فلا نعرف ما هي الفائدة من إثارته الملف الفلسطيني… في هذا التوقيت بالذات، وهي إثارة لن تؤدي إلاّ الى المزيد من إثارة الغرائز ونبش الماضي.

 

سمير جعجع الذي أخطأ في قانون الانتخابات يتصارع مع جبران باسيل على إثارة مشاكل ليس منها أي فائدة بل تترتب عليها تداعيات وأضرار.

 

وفي تقديرنا أنّ إثارة الملف الفلسطيني مجدداً هي هفوة لا تقل عن الهفوة الأولى بالموافقة على قانون الانتخابات.

 

أمّا موضوع العمالة الاجنبية فهو مشكلة في العالم كله وليس في لبنان وحده، فالرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر بناء جدار مع المكسيك ليقلل من تسرّب العمالة المكسيكية الى أميركا.

 

عوني الكعكي