IMLebanon

الحكومة هرمت في أيام؟؟

 

لا احد في لبنان يحسد هذه الحكومة، رئيساً ووزراء، على تسلّمهم السلطة في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، التي لم يشهد لها مثيلاً منذ اكثر من 100 سنة.

 

اثنان فقط من اعضاء هذه الحكومة، سبق لهما وعيّنا وزيرين، الاول دميانوس قطار، والثاني حسّان دياب، والجميع يشهد على علم قطّار وثقافته وخبرته ونظافة كفّه، كما ان رئيس الحكومة لم يؤخذ عليه أي مأخذ فساد عندما كان وزيراً للتربية، باستثناء اطلاق اسم والدته على احدى المدارس الرسمية، اضافة الى ان الوزراء الـ18 الباقين لا يؤخد عليهم سوى ارتباطهم باحزاب وشخصيات اتهمت بالفساد وهدر الاموال واستغلال السلطة، وهذه سقطة تسجّل في ملف حسّان دياب الذي تعهّد بتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين، وقد تكون سبباً رئىساً في انهيار حكومته، بوجود معارضة في مجلس النواب يبلغ عدد نوابها حوالى 55 نائباً، ومعارضة في الشارع لا تقل عن نصف عدد سكان لبنان، وعدم قبول من بعض الدول الاجنبية والعربية وحذر وترّقب ومراقبة وتمهّل بالمساعدة من دول مؤثرة اخرى، فكيف يمكن لحكومة هذا وضعها أن «تقلّع» في الحكم، إن لم تفعل العجائب وزمن العجائب ولّى الى غير رجعة.

 

صحيفة «اندبندنت ارابيا» نشرت أن دول الخليج لن تقدم أي مساعدة مالية للحكومة بانتظار معرفة ما سوف تكون عليه سياسة هذه الحكومة حيال ما اسمته تدخل ايران في شؤون الدول العربية الداخلية، والولايات المتحدة الأميركية والدول الاوروبية متفقة على عدم مساعدة حكومة يعتبرونها حكومة حزب الله، كما ان المعارضة الداخلية، شعبياً وبرلمانياً لا ترى ان الحكومة المرتهنة لاحزاب سياسية، قادرة على محاربة الفساد واستعادة الاموال المسروقة، خصوصاً الاموال الموجودة في المصارف السويسرية، وسبق لسفيرة سويسرا واعلنت منذ ايام قليلة ان بلادها مستعدة للتجاوب مع مطلب لبنان في حال حصوله، دون ان يلقى هذا التصريح أي موقف ايجابي من الحكومة.

 

*****

 

يقول المثل «نصف الشعب يعادي الحاكم… هذا إن عدل»، فهل ميزان العدالة في لبنان، «يطبش» في كفّه احقاق الحق للذين يعتدي عليهم أزلام المسؤولين الذين سمّوا رئيس هذه الحكومة، ووزرائها؟ وهل ستنتفض حكومة دياب لتسخير الدستور لمصلحة الاوصياء على الحكومة، بطرح موازنة عامة وضعتها حكومة سابقة، ويطلب من حكومة لم تنل الثقة ان تتبّناها في مجلس النواب اليوم.

 

مئة يوم ويومين، وجماهير الانتفاضة في الشارع، تصرخ وتنادي وتطالب دون أن يرف جفن من مسؤول، سابق او حالي، وامس نزل الى شوارع 55 مدينة في دول اوروبية، مئات الوف اللبنانيين الذين يدعمون اهلهم الجياع والمظلومين، فماذا يعني هذا الحشد المليوني في لبنان وخارجه لرئيس الحكومة حسّان دياب الذي يعتصم بصمت العاجز بدلاً من مواجهة الناس ومخاطبتهم.

 

مع الأسف صام اللبنانيون وفطروا على طبخة بحص.