IMLebanon

أعظم تظاهرة في التاريخ  

 

 

تحيّة الى اللبنانيين كلهم.

 

تحيّة الى الأبطال الذين تركوا بيوتهم وأهلهم وافترشوا الساحات منذ ١١ يوماً، الساحات كلها من بيروت الى طرابلس وصيدا والجيّة وجونية وجل الديب وبرجا وكفررمان وعاليه وبحمدون وصوفر وزحلة وبعلبك ورياق، وامتدت هذه الثورة الى دنيا الإنتشار، إذ لم تبقَ محصورة في لبنان، فشملت المغتربين البالغ عددهم ١٦ مليوناً أي أربعة أضعاف المقيمين.

 

إنّها ثورة مباركة.

 

هي مباركة لأنّ عنوانها هو لبنان، بلد الطائفية والطوائف الذي لم تمر عليه فترة زمنية ما إلاّ وقع في أزمة طائفية…

 

لقد انصهر الشعب اللبناني تحت العلم اللبناني للمطالبة بحقوقه… بالرغم من الصعوبات كلها من حيث الوقت والطقس و… بقي اللبنانيون صامدين تحت راية الوحدة الوطنية.

 

صحيح أنّ الأقنية التلفزيونية تعيش فترات انتعاش لأنّ المواطنين اللبنانيين انقسموا بين متظاهر في الشارع ومسمّر أمام الشاشة، حتى المعتصمون وقفوا أمام الشاشات.

 

ولا شك في أنّ هذه التلفزيونات حققت إنجازاً كبيراً بالنقل المباشر الشامل مع تحفظنا عن كلام غير لائق.

 

البارز في اليوم الحادي عشر هو ظاهرة التشابك بالأيدي بطول ١٧٠ كيلومتراً، وربما كانت هذه الظاهرة بهذا الحجم هي المرة الأولى في العالم وعلى امتداد حقب التاريخ، وهي ليست غريبة عن الإبداع اللبناني… وهي مما يميّز هذه الانتفاضة السلمية بامتياز والحضارية أيضاً بامتياز إذ أنّ المنتفضين ينظفون الساحات والميادين يومياً… وهذا غير مسبوق أيضاً.

 

ويبقى سؤال جوهري تطرحه الناس: ما هو الحل؟

 

لا شك في أنّ المطالب التي يرفعها الشعب هي محقة وعادلة، ولكن هل يمكن تحقيقها كلها؟!

الجواب بالتأكيد هو: كلا! ولكن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى، وكما قال الرئيس الحريري في خطابه الثاني إنّ هذا الحراك هو الذي فعل ما لم يستطع أن يُفعل في ثلاث سنوات، أي انه خلال أيام معدودة، هذا الحراك أجبر القوى الرافضة الحلول (للكهرباء، والنفايات، و»سيدر»…) التي كان يحاول البعض عرقلتها.

 

الخطوة الثانية، نرى أنّه لا بدّ من تشكيل حكومة جديدة.

 

ماذا يقول الشعب؟

 

يريد الشعب حكومة تكنوقراط، ونحن نسأل: هل هذا المطلب محق أولاً؟ وهل يمكن تحقيقه ثانياً؟

 

والجواب: انه محق من دون أدنى شك، خصوصاً أنّ التجارب مع الحكومات السياسية لم توصل الى أي تفاؤل أو إقناع للناس التي نراها قد فشلت، أما حكومة التكنوقراط فتشبه التظاهرات الى حد بعيد.

 

من هنا نرى أنّ على المسؤولين أن يذهبوا الى تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات ذات خبرة ونجاح وأخلاق.

 

فهذا هو الحل الحقيقي، أمّا إن كان هناك من يظن أنّ هذا الشعب سيمل وسيتوقف عن التظاهر فهو مخطئ… فلو قارنا بين انطلاق الانتفاضة اليوم لتبيّـن لنا أنّ أعداد المتظاهرين تزداد يومياً.

 

ألهم الله المسؤولين الى ما فيه خير البلاد والعباد.

 

عوني الكعكي