IMLebanon

الرقم القياسي في الأعطال والتعطيل والعطلات

 

… وماذا بعد؟

تعطيل على كل المستويات، وغيبوبة في أكثر من مجال:

التشكيل معطّل، السياسة غائبة، وحتى الصحافة في عطلة من غد الثلاثاء حتى يوم الجمعة، ولا صحف إلاّ يوم السبت لتعود فتغيب الأحد لتعود الاثنين.

كأن البلد يستطيع أن يعيش من دون شيء:

لا حكومة، لا سياسة، لا صحافة، لا خدمات، لا بنى تحتية، لا كهرباء مقبولة، لا مياه نظيفة، لا مزروعات تستوفي الشروط الصحية، لا طرقات تطابق معايير السلامة العامة، ففي أي بلد نعيش؟

***

تشكيل الحكومة معطّل فيما السياسيون، وبدلاً من أن ينكبّوا على مضاعفة الجهود، فإنهم يتوزعون سياحيًا بين جنوب فرنسا وشواطئ اسبانيا وجزر المتوسط وتركيا: منهم مَن يملك منازل في هذه المنتجعات ومنهم مَن يملك يخوتًا ومنهم مَن يُفضّل الفنادق، أما لماذا؟ فلأن شواطئ المناطق الآنفة الذكر لا تتجمع فيها النفايات ولا تصب فيها مياه المجارير ومياه المعامل، إنها شواطئ وليست مطامر…

يعودون من المنتجعات وتُعرَف مقاصدهم من وجوههم حيثالسمرة أخذت على بشرة وجوههم لأنهم كانوا إما على رمال شاطئ وإما على ظهر يخت، بعيدين عن قهر الناس وأنينهم الذي سيتصاعد اعتبارًا من مطلع ايلول المقبل. ولكن الى أين المفر؟ أقساط المدارس وأوضاع الطرقات والكهرباء والمياه ستكون في وجوههم حين يعودون، فلا مفر.

 

***

بالمناسبة، هل استطلعوا أوضاع المطار في أسفارهم؟ هل بلغهم ماذا يحصل؟

أحد المواطنين المغتربين كتب على صفحته على فايسبوك: حين عدت الى لبنان، استغرقت المسافة من مدخل المطار الى اهدن ساعتين ونصف ساعة، وحين المغادرة، استغرقت المسافة من مدخل المطار الى السوق الحرة، والتي لا تتجاوز مئة متر، ساعتين ونصف ساعة.

حال هذا المواطن المغترب هي لسان حال معظم الوافدين والمسافرين، فهل هي معضلة أن تتخذ تدابير قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى؟

ان التجهيزات الالكترونية المطلوبة لتسريع العمل، وتوسعة المطار، ليست بكلفة استئجار باخرة توليد كهربائية، فلماذا التلكؤ؟ ولماذا التأخير؟

ثم، ماذا عن المطارات الثانوية التي يمكن أن تخفف الضغط عن مطار بيروت؟ هل سمع المسؤولون بمطار حامات أو بمطار القليعات؟ لماذا لا يكون تجهيزهما من ضمن اللامركزية الادارية الموعود فيها لبنان منذ العام 1990، وهي موجودة في اتفاق الطائف؟ هل يعرف المسؤولون حجم الإنعاش الاقتصادي الذي يخلقه تسيير مطار القليعات ومطار حامات؟ أليس هذا هو الإنماء المتوازن؟

***

هذه أفكار ومقترحات، انها إضاءة شمعة بدلاً من لعن الظلام، فهل يباشر المسؤولون بالتفكير أم انه كُتِب على هذا الشعب أن يبقى يعيش تحت رحمة الاستهتار واللامبالاة حيث لا نتيجة إلا الكارثة.