IMLebanon

مصلحة الوطن فوق كل اعتبار  

 

بغض النظر عن النتائج، وكما قلنا البارحة إنّ هناك رابحاً وهناك خاسراً، ولكن لبنان بلد تختلف فيه المعايير والمقاييس عن أي بلد آخر في العالم، لأنّ فيه نظاماً لا يستطيع بموجبه أي فريق أن يتفرّد في الحكم، لأنّ كل طرف بحاجة الى الأطراف الأخرى.

 

هنا نستذكر أنه في العام 2005 سقط أحد الزعماء في الانتخابات ولم تشكل الحكومة إلاّ بعد موافقته واشتراك ممثل عنه.

حادثة ثانية عندما طُعن الرئيس سعد الحريري في الظهر يوم دخل البيت الأبيض رئيساً للحكومة وغادرها رئيساً مقالاً، بقرار من «حزب الله» وكان نجيب ميقاتي حصان طروادة… وتأكيداً على عدم سير الأمور بحكم الطرف الواحد هبط الناتج السنوي من 9% الى ZERO، وتلك كانت رسالة الى «حزب الله» بأنه لا يستطيع أن يحكم وحده.

من هنا ننظر الى الدور الكبير الذي يمكن أن يطلق على صاحبه «معك الوفاق» هو الرئيس نبيه بري، لأنّه أيام أزمة رئاسة الجمهورية عقد طاولتي حوار، الأولى بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» التي نقل إليها المشاكل من الأرض فمرّت الأمور بسهولة وبالتي هي أحسن… والطاولة الثانية للحوار الشامل يوم لم يكن هناك رئيس للجمهورية والحكومة معطلة والمجلس متوقف.

وكما قال الرئيس الحريري أمس: ليس المهم من يربح ومن يخسر، المهم لبنان الذي لا تتحقق فيه الإنجازات إلاّ بالوفاق… وأعطى مثالاً: باتفاقنا أنجزنا سلسلة الرتب والرواتب بالرغم من موقفي منها وكنا أمام خيارين: إقرارها أو تعطيل البلد. والجواب: عدم التعطيل أوفر من التعطيل.

وأيضاً الاتفاقات التي صارت على جميع الأصعدة.

ثم قانون الانتخابات الذي قال الرئيس الحريري إنّه يدرك جيداً أنه قد لا يصلح للبنان، ولكن أيضاً هنا كنا أمام خيارين: إمّا لا انتخابات وإمّا الانتخابات بهذا القانون، وفضلنا الانتخابات ولو خسرنا بضعة مقاعد.

اليوم انتهت الانتخابات، وفي 21 من شهر أيار الجاري سيعقد المجلس الجديد جلسته الأولى التي سيتم فيها انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة المجلس.

أمّا اللجان فمؤجلة الى ما بعد تشكيل الحكومة لأنه قد يعيّـن بين أعضائها عدد من النواب ولا يحق للوزير أن يكون عضواً في اللجان النيابية.

ومرّة ثانية أحيّي الرئيس الحريري الذي عندما سُئل عن موضوع الرئيس بري وجبران باسيل أجاب: هذا كلام إنتخاب لا أكثر ولا أقل، وتحيّة كبيرة للرئيس بري الذي عندما سُئل عن تشبيهه جبران باسيل بالبرغوث أجاب انه تشبيه إيجابي ودليل على سرعة الحركة والنشاط.

والاستحقاق الثاني هو الحكومة الجديدة لأنّ الحكومة القائمة تعتبر مستقيلة دستورياً حكماً فور إنجاز الانتخابات النيابية العامة.

ومنذ اليوم أقول إنّ الرئيس سعد الحريري هو الذي ستسميه الأكثرية النيابية في الاستشارات الملزمة لأسباب عديدة… وهو بات دوره يوازي دور رئيس الجمهورية ودور رئيس المجلس بفضل حكمته ورزانته ووطنيته.

عوني الكعكي