IMLebanon

المعارضة الشيعيّة الإيرانية في الجزيرة العربيّة

 

من الحمق أن يعتقد حزب الله أنّ بمقدوره إلحاق الأذى بدولة من وزن المملكة العربيّة السعوديّة، وهو للمناسبة حزبٌ أحمق وليس أدلّ على حماقته أكثر من تلك الليلة التموزيّة التي أخرج ألسنته على شاشات التلفزة اللبنانيّة لتدّعي أنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان سيكون محدوداً جدّاً، حدوده فقط تدمير الطرقات والجسور والبنية التحتيّة، ردّاً على عمليّته التي ادّعى فيها اختطاف جنديّين إسرائيليّين ـ لتضليل الرّأي العام اللبناني ـ في وقت قتل فيه ثمانية جنود أثناء العمليّة ليخرج علينا أمينه العام حسن نصرالله بعد تسبّبه بتدمير لبنان والتسبّب بمقتل آلاف اللبنانيّين وأغلبهم من الأطفال الصغار ـ الذين دفع حزبه ثمنهم كتعويض لذويهم من المال الإيراني الشّريف ـ بجملته المشهورة “لو كنت أعلم”!!

 

يثبت حزب الله للبنانيّين أن شروره التي يلحقها بلبنان بلغت مستوىً غير مسبوق مع أنّنا كنّا نظنّ أنّها بلغت ذروتها مع خروج أمينه العام حسن نصرالله من على شاشة من وراء شاشة ليزعق في الفضاء غضباً من إطلاق عاصفة الحزم السعودية لدفع “الحوثيّين”، ذراع إيران في اليمن، عن حدود المملكة أو للتباكي على آيات “جمعية الوفاق” الذراع الإيرانيّة في البحرين أو للانتحاب المجنون على إعدام الرّجل الفتنة الشيخ الإيراني في السعوديّة نمر النّمر وهكذا… لا يحتاج اللبنانيّون للتأكد من أنّ الشرّ الذي يضمره حزب الله للبنان، وأنّه يسعى لاستخدامه ورقة ضغط بيد المرشد الإيراني علي الخامنئي الذي يعتبر أنّ لبنان منصة لصواريخه في وجه دول المنطقة من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر إلى قناة السّويس، مثلما يعتبر أنّه حدوده التي بلغت فيها إيران البحر المتوسّط، لكن للحقيقة لم يتصوّر أي لبناني أن حماقة وشرّ حزب الله تصل إلى حدود تحويل لبنان منصة سياسيّة للاعتداء على الدّول العربية أو هكذا يتصوّر الحزب، وهذا طبعاً من خفّة عقله في السياسة وممارستها أن يتصوّر أن ما يفعله قد يكون له تأثير على السعوديّة مثلاً ويتعامى عن خطورة ما يفعله على لبنان الدّولة والوطن والشّعب!

 

من حماقة ولا مسؤوليّة الحكومة أولاً والدّولة اللبنانيّة ثانياً التي تتصرّف تجاه الدّول التي يُلحق حزب إيران بها الأذى على طريقة “ما تشكيلي ببكيلك”، وبتّلطي الرؤساء خلف مقولة “نريد أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج”، فيما حزب الله يُشرّع البلد لما يُسمّيه أحزاب المعارضة في البحرين أو في “شبه الجزيرة العربيّة” ـ وهو بهذه التسمية يُضلّل شعبه وبيئته ـ وكأنّ لبنان لا يكفيه “الشّيخ اللّئيم” نعيم قاسم وتفقيهه السياسي السّام حتى خرج بالأمس رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين ليدّعي أنّ حزبه “مع المعارضة في الجزيرة العربية ونؤيدهم وندعمهم”، هذه الجزيرة العربيّة إسمها “يا عملاء إيران” في كلّ خرائط العالم المملكة العربيّة السعوديّة، وهذه المعارضة وصفها الرّسمي أنّها “معارضة شيعة إيران” فكفّوا يا خونة لبنان أذاكم أولاً عن لبنان وعن دول الخليج العربي وعن السعوديّة أوّلاً وثانياً وثالثاً، كفاكم كذباً على من تسمونه “شعب المقاومة” أمعنت سابقاً في إراقة دمائهم في لبنان وفي سوريا والآن تضحكون عليهم وتخدعونهم وأنتم تكذبون عليهم بالفم الملآن بمسميات الكرامة والشرف فيما ما يعيشونه الذلّ والجوع والفقر والعوز، وبيئتكم هذه حرّة في تصديق أكاذيبكم ولكن كفّوا شتائمكم عن الشعب اللبناني لأنّه لا يقال له “صيصان أميركا”، أنتم لا تعرفون هذا الشعب وكرامته وعنفوانه، أنتم لا تعملون على “إنجاز” وطن أنتم تعملون على “الإجهاز على الوطن” كفّوا شرّكم عن لبنان وشعبه أوّلاً وثانياً وثالثاً…

 

بالأمس ادّعى رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله  أنّ “الحد الأدنى المطلوب هو كلمة حق بوجه سلطان جائر” لذا قد يكون أفضل ما يقال لهذا الحزب الجائر على لبنان وشعبه ودولته، ألا تبّاً لكلّ عميل دنيء يباهي على الملأ بولائه لوطن غير وطنه وينحر وطنه من أجل مصالحهم، ألا تباً لكلّ عميل يخون وطنه وهويّته وشعبه ثمّ يحاضر منظّراً على الناس بالحريّة والشّرف!