IMLebanon

هل أبعدت الضربة الإيرانيّة لـ “إسرائيل” الحرب الشاملة على لبنان؟ 

 

 

كما كان متوقعاً قبل وخلال شهر رمضان، جاء التصعيد الاسرائيلي في لبنان بعد عيد الفطر، ولكن الجديد كان الدخول التاريخي الإيراني على مسار الحرب، بعد الضربة التي نفذتها إيران ضد اسرائيل فجر الأحد الماضي، والتي غيّرت وستغير الكثير من قواعد اللعبة التي كانت سائدة منذ 7 تشرين الأول الماضي.

 

بانتظار القرار الإسرائيلي بالردّ على الردّ، تكثر الأسئلة حول الحرب الواسعة، وما إذا كانت الضربة الايرانية ستؤثر على الجبهة الجنوبية في لبنان، خاصة مع ورود تحليلات تتحدث عن أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب قد يكون من ضمن الردود الإسرائيلية على إيران.

 

بحسب مصادر مطلعة فإن التصعيد الاسرائيلي جنوباً لا علاقة له بما يجري بين ايران واسرائيل، والدليل كان الحديث عن التصعيد قبل حصول الضربة الإيرانية، وقبل الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا حتى، وتُشير المصادر الى أن كل الاحتمالات باتت مفتوحة بعد ما جرى نهاية الأسبوع الماضي، ولكن التدخل الإيراني المباشر قد يُريح لبنان ويُبعد عنه الحرب الواسعة.

 

ينطلق هذا التحليل من المساعي الأميركية المبذولة لأجل منع تدحرج المنطقة الى حرب لا تُريدها الأطراف الأساسية المعنية فيها، أي أميركا وإيران، ولاجل ذلك تحركت الديبلوماسية الأميركية ومعها الدبلوماسية القطرية والعمانية والتركية لمحاولة احتواء كل ما يجري والانطلاق باتجاه وقف الحرب بعد أن رفع كل الأطراف الأسقف عالياً، على اعتبار أن الدخول الإيراني على الحرب بشكل مباشر يغيّر كل قواعد الاشتباك التي كانت سائدة سابقاً، وهناك فرصة حقيقية اليوم للوصول الى تسويات كبيرة.

 

بما يتعلق بالجبهة اللبنانية، تتوقف المصادر عند كلام رئيس مجلس النواب اللبنانية نبيه بري بما يتعلق بوحدة الساحات، وترى المصادر أن بري الذي لم يُعلن موقفاً كهذا منذ بداية الحرب، وكان يؤكد أن هدف مقاومة حركة أمل هو الدفاع عن لبنان بوجه أي اعتداء اسرائيلي، أصبح من المؤيدين العلنيين لوحدة الساحات وذلك مرده الى الدخول الإيراني المباشر في الحرب، فهذا الدخول يعني أن ساحة لبنان لن تكون وحيدة بحال توسعت الحرب، خاصة أن حزب الله يُعتبر الطرف الأساسي في المحور.

 

يؤدي الدخول الإيراني الى الحرب وما قامت به من عمليات إطلاق لمسيرات وصواريخ الى رفع منسوب القلق أيضاً لدى الاسرائيليين، فهم يعلمون أن المسيرات والصواريخ الذكية والموجهة موجودة لدى حزب الله أيضاً، وبحال كانت المسيرات قد قطعت ما يزيد عن ألف كيلومتر ووصلت الى فلسطين المحتلة، فإن نتيجتها ستكون كارثية لو أطلقت مثلا من لبنان أو من سوريا، لذلك ينبغي بحسب المصادر أن يُعيد الاسرائيلي حساباته بشكل جيد.

 

ترى المصادر أنه من الطبيعي أن يحجب التوتر الحاصل على مستوى الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر التركيز عن باقي الجبهات الأخرى، لا سيما الجبهة الجنوبية، وهو ما ينعكس من خلال تركيز غالبية الجهات الفاعلة، على المستويين الإقليمي والدولي، على محاولة إحتواء هذا التوتر، نظراً إلى خطورته على مستوى منطقة الشرق الأوسط برمتها.

 

ولكن رغم كل ذلك، فإن هذا الواقع، لا يعني تراجع الخطر الكامن على مستوى الجبهة الجنوبية، لا سيما في حال تحول الأمور إلى مسلسل من الضربات المتبادلة بين ايران واسرائيل، بغض النظر عن حجمها، فهذا الأمر سيرفع من مستوى المخاطر والتهديدات على هذه الجبهة، التي لا تزال تعيش خطر الإنتقال إلى المواجهة الشاملة أو المفتوحة.

 

ما تقدم، يقود إلى واقع يقول بأن الجبهة الجنوبية تصنف بأنها جبهة مساندة، وبالتالي واقعها مرتبط بواقع مختلف الجبهات الأخرى، خصوصاً غزة، لكن في المقابل لا يلغي إحتمال أن تشهد تطوراً خاصاً بها، في المرحلة المقبلة، سواء كان ذلك بسبب ما يحصل في باقي الجبهات، أو نتيجة لواقع خاص بها.