IMLebanon

قضية الإمام موسى الصدر قضية وطن

 

 

لا يوجد لبناني واحد في لبنان وخارج لبنان إلاّ يقدّر ويحترم ويحب سماحة الإمام موسى الصدر، لماذا؟

 

بكل بساطة الإمام موسى الصدر كان شخصية وطنية معتدلة همّه الوحيد وحدة الوطن.

 

همّه أن يجمع مختلف الطوائف اللبنانية حول قاسم مشترك هو التعاون في ما بينها من أجل بناء الوطن.

 

وأذكر في بداية عملي الصحافي انني دُعيْت الى المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ومقرّه آنذاك في الحازمية في ڤيلا جميلة جداً من الحجر والقرميد والطراز اللبناني المميّز والجميل.

 

في ذلك الوقت التقيت بجميع رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية وجميع الزعماء اللبنانيين المسلمين والمسيحيين.

 

لا أنسى ذلك اليوم ولا أنسى الكلمات التي ألقيَت خلال ذلك اللقاء الوطني الموسّع… وبدون تحديد كانت مجمعة على المحبة وعلى التعاون وعلى رفض الاقتتال.

 

وما سمعته لا يزال راسخاً في ذهني وأتذكره في كل مناسبة وكل مشكلة يمر بها الوطن، فأقول لنفسي: لو كان الإمام موسى الصدر موجوداً، لما كان يحصل هذا الافتراق بين أبناء الوطن.

 

والإمام بشخصيته المحببة، وسحره الطاغي، كان قادراً على إطفاء الحرائق، وفي رأيي أنّ عملية اختطافه لم تأتِ من فراغ بل جاءت لأنه مطلوب إخلاء الساحة من العقلاء وتركها للفوضى والمشاكل والإقتتال والفتن والحروب…

 

وهذا ما حصل فعلاً خصوصاً بعد اختطافه، إذ صرنا نتحدّث هذا سنّي وهذا شيعي وهذا درزي وهذا ماروني وهذا ارثوذكسي وهذا علوي وهذا سرياني وهذا من الأكثرية وهذا من الأقليات الخ…

 

ومن منطق أنّ خسارة الإمام لم تكن خسارة عادية بل كانت خسارة وطنية كبيرة، فإنه لا يمكن أن يعوّضها أحد أياً كان.

 

إنطلاقاً من تداعيات هذه الخسارة على جميع اللبنانيين كيف يمكن أن نطلب من الرئيس نبيه بري أن ينسى أو أن يغض النظر عن إخفاء وتغييب الإمام موسى الصدر؟

 

أخيراً ولأوّل مرة رفع الرئيس نبيه بري الصوت عالياً رافضاً دعوة ليبيا الى مؤتمر القمة التنموية والاقتصادية المنوي عقدها في بيروت بين 19 و20 كانون الثاني الجاري.

 

فعلاً الرئيس نبيه بري على حق لسبب بسيط وهو أنه بالرغم من المساعي التي بذلت والوفود التي ذهبت الى ليبيا لكي تحصل على أي معلومة فقد تبيّـن أنّ هناك تعتيماً على القضية، ولا أحد يريد أن يعطي أي معلومة والجميع يقولون إنّ المسؤولية تقع على الرئيس معمّر القذافي وهو قد قتل، لذلك ليس عندنا ما نقوله…

 

لذلك نرى أنّ معالجة قضية إخفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا يجب أن تعطيها الدولة الليبية إهتماماً، وأن تتحمّل مسؤولية تغييب الإمام موسى الصدر وتكون لديها الجرأة لقول الحقيقة ولو لمرة واحدة… أما أن يبقى هذا الملف في خبر كان ولا أحد يريد أن يدلي بالمعلومات الصحيحة عنه، ولا أن يتحمّل المسؤولية تجاهه فهذا غير مقبول أبداً وعلى أي مستوى.

 

الحل الحقيقي هو عند المسؤولين في ليبيا… ونقطة على السطر.