IMLebanon

المعركة الأخيرة لـ«الجنرال».. انتصار «المشروع» أو هزيمته!

رهان على الاتفاق الأميركي ـ الإيراني ومفاعيله لبنانياً

المعركة الأخيرة لـ«الجنرال».. انتصار «المشروع» أو هزيمته!

هناك من يسجّل للعماد ميشال عون أنه وحده يتحرّك في اتجاهات سياسية مختلفة، ويضفي بعض الحيوية على الخط الرئاسي المعطّل حتى اشعار آخر، إلا أن هناك في المقابل من يأخذ عليه أنه يكوّن انطباعات على غير حقيقتها، في ضوء اتصالاته وقراءاته.. والأمثلة متعددة وأبرزها:

– حواره مع السفير الأميركي في لبنان دايفيد هيل، واستنتاجه بأن ثمة قبولا أميركياً له كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، علماً أن بعض العارفين سمعوا من السفير الاميركي عكس ذلك تماماً، مقروناً بتوضيح أن التعاطي مع عون ليس مرتكزاً على أنه المرشح الأوحد، بل هو واحد من المرشحين الأقوياء ولا أحد يستطيع أن ينفي هذه الحقيقة، وبالتالي يحقّ له أسوة بغيره، أن يخوض المعركة الرئاسية.

– حواره مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، واقتناعه أنه لمس تطوراً نوعيا في موقفه وسمع تأييداً مباشراً وصريحاً لترشيحه، والنتيجة أن الحريري أبلغ قوى سياسية الآتي «أنا لم التزم معه ولن التزم معه.. وجلّ ما في الأمر أننا نتحاور لترتيب العلاقات بين التيارين».

– الانفتاح على السعودية، ولقاءات في بيروت ما بين السفارة والرابية، وصولا الى السفر شخصياً الى السعودية للتعزية بالملك عبد الله بن عبد العزيز.. والنتيجة يرددها عون نفسه «هناك فيتو سعودي عليّ، ووزير الخارجية سعود الفيصل لا يحبني».

بعض أصدقاء عون، يأخذون عليه استعجاله في استخلاص الإيجابيات، خصوصاً ممن يناصبونه العداء وتحديداً من فريق «14 اذار» على كل مستوياته. فكما صدّق الحريري في لحظة ما، كاد يصدّق رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في الآونة الاخيرة. هؤلاء، ومعهم آخرون في الضفاف الأخرى، لن يقبلوا به في رئاسة الجمهورية، لسببين، أولهما لشخصه، وثانيهما لأنهم يرفضون أن يسلّموا رئاسة الجمهورية الى حليف لـ «حزب الله» ينادي بـ «التكامل الوجودي» معه. وتبعاً لرفضهم له رئيساً، يرفضون كل ما يطرحه، وآخرها تعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش.

ويردد هؤلاء أن عون يخوض وحيداً معركة تعيين روكز(محور لقاءات «الجنرال» مع نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط)، والنتيجة معروفة سلفاً يلخّصها أحد أصدقاء عون بقوله «لا يستطيع عون أن يفرض تعيين قائد الجيش، وبالتالي فإن التمديد (للعماد جان قهوجي) هو الذي سيمشي في نهاية المطاف».

لكن ما الذي يدفع عون الى الدوران في الحلقة المقفلة؟

يقول سياسي بارز إن لعون قراءة تفاؤلية على الخط الرئاسي، ترى أن في الاتفاق النووي الأميركي الإيراني مفاعيل وارتدادات وإيجابيات على كل المنطقة، ومن ضمنها لبنان. وبحسب قراءته فإن اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان ستكون ترجمة لتلك الايجابيات، مع يقينه أن منسوب حظوظه مرتفع جداً، اذ لن يكون غيره في الميدان. علما ان قراءات سياسية لبعض القوى التي يفترض انها قريبة من عون، لم تصل الى تلك الايجابيات، ولا تستطيع ان تحدد الاسباب التفاؤلية في القراءة العونية.

لكن السياسي نفسه، يلفت الانتباه الى ان عون الذي يحارب اليوم، على جبهة استبدال قائد الجيش، لا يمكن له في المقابل الا ان يكمل المعركة الرئاسية حتى آخر نفس، فهي معركة مصيرية ووجودية بالنسبة له، او كما يسميها بعض المقربين آخر المعارك الكبرى التي يخوضها ولن يخرج منها الا شهيدا، وهو لا يرى الا نجاحه فيها مهما كلف الامر، لأن خسارته ستكون قاتلة، وتعني ان مشروعه كله سيخسر وينتهي، وأن كلّ ما بناه وسعى الى تحقيقه منذ العام 1988 سيذهب ادراج الرياح!