IMLebanon

اللبنانيون يحتفون بعودة الروح

اللبنانيون يحتفون بعودة الروح
حوار واتصالات تمهّد للتسوية وحلّ الخلافات

توقفت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، عند ثلاثة معطيات في بيان الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب، الاول، هو ان موقف العرب من «حزب الله» لم يعد جديداً لكنه يتدرج صعوداً، والثاني، ان الادانة العربية للحزب كشريك في الحكومة اللبنانية، وهو امر جديد، والثالث، حق الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.

ووفقاً لهذه المادة، قدّم العرب من هي الجهة المسؤولة عن تهديد الامن القومي العربي. وبالتالي اعطى الوزراء العرب للجامعة العربية بأن تبلغ مجلس الامن الدولي حول الخروق التي ستحصل حيال الامن القومي العربي. وسيرفع الامين العام للجامعة تقريراً الى مجلس الامن حول ذلك.

السيناريو المرتقب بحسب مصادر سياسية، بعد التريث في تقديم الاستقالة، هو حوار شامل بين كل الاطراف توصلاً الى تسوية حول النقاط الخلافية، وفتح صفحة جديدة في الوضع اللبناني. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفق مصادره اجرى تقييماً للاجواء التي سادت ما بعد عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، وردود الفعل الايجابية وانعكاسات ذلك على الوضعين السياسي والاقتصادي. وبالتالي يدرس الرئيس عون الخطوة التالية وطريقة انجازها لمواجهة المرحلة المقبلة في ضوء تجاوب الحريري معه في موضوع التريث. كما اجرى عون سلسلة اتصالات بعيدة عن الاضواء لهذه الغاية، وعندما تتبلور نتائجها سيقوم بمشاورات الاسبوع المقبل لتوضيح مسار الامور، واكدت المصادر ان لا تصور بعد للشكل الذي سيتخذه الحوار الداخلي، والامر ليس مبتوتاً. انما الآن المبدأ هو الحوار والتشاور حول تحقيقه. واكدت مصادر ديبلوماسية متابعة ان الحوار سيتناول ما تضمنته التفاهمات الفرنسية – السعودية، وهي: الحفاظ على الاستقرار، والنأي بلبنان عن مشاكل المنطقة وعن موضوع التدخل الايراني في الشؤون العربية، ثم معالجة السلاح خارج سلطة الدولة، ثم عدم تدخل «حزب الله» في نزاعات المنطقة. وهذه النقاط، هي محور البيان الوزاري للحكومة الحالية، كما تؤكد المصادر، وهي النقاط التي جرى خرقها في اكثر من مناسبة من فريق «حزب الله».

ذلك انه بعد سقوط منطقة البوكمال على الحدود السورية – العراقية، لم يعد هناك من حاجز يقف بين طهران وبيروت. من هنا اهمية التعامل مع الاستقالة وفقاً للشروط التي تحدث عنها الحريري في مقابلته التلفزيونية.

وتشير المصادر، إلى ان هناك تحولاً اقليمياً كبيراً بالنسبة الى «حزب الله»، بدأ تدريجياً بخطوات وصلت اليوم الى الدفع في اتجاه مجلس الامن الدولي. وهي مسألة غير سهلة. لكن وفقاً لمصادر اوروبية، هناك حديث عن ان روسيا تعِد الحزب بأنها ستُسقِط اي مشروع قرار يطاله في مجلس الامن. الا ان اوساطاً ديبلوماسية عربية، تقول ان اسقاط المشروع ليس بالامر السهل لان وراءه مجموعة دول اي المجموعة العربية او جامعة الدول العربية.

وتفيد المصادر، بأن مجلس الامن لم يتهم الحزب بالارهاب على الاطلاق. انما فقط طالب عبر القرار 1559 ثم القرار 1701 بنزع سلاح الميليشيات. واذا حصل وتبنّى المجلس الموقف العربي نتيجة استمرار تدخلاته وسلوكه، يكون المجلس للمرة الاولى يتهمه بالارهاب.

وتقول المصادر ايضاً، ان تطورات عديدة حصلت في المنطقة تحتّم على المجتمع الدولي وكذلك العربي ايجاد ترتيبات معينة، ومنها اداء الحزب. ومن ابرز التطورات انتهاء تنظيم «داعش»، حيث بات في مراحله الاخيرة، ويجب ايجاد مخارج ما من دون ان يأتي ذلك حتماً في اطار تسوية كبيرة في المنطقة. ففي شرق سوريا انتهاء هذا التنظيم يجعل كل الدول تعيد خلط الاوراق، والحسابات، في اتجاه حل سياسي، ولا يعني ذلك بالضرورة انه بات ناضجاً، ومتفقاً حوله. الآن مرحلة السعي لصياغة حلول، وقد تتغير الظروف وقد لا تتغير، في الوقت نفسه، وقد يستمر القتال في سوريا، وقد لا يستمر حتى انه في العراق هناك تفكير جدي بعد ازالة «داعش» حول كيفية مشاركة الطائفة السنية في السلطة. وبالتالي ان اي تطور متصل بالوضع اللبناني، لا بد انه يأتي في اطار بداية التفكير بتسوية، لكن مداها غير معروف منذ الآن.

وتؤكد المصادر، ان اقصى ما يطمح اليه الفرنسيون في هذه المرحلة، هو السعي لتثبيت تسوية في لبنان، تُرضي الخليج وايران في الوقت نفسه، من اجل ان يستمر الاستقرار في لبنان، وان تستمر الحكومة الحالية برئاسة الحريري، وان تحصل انتخابات نيابية في موعدها المقرر في الربيع المقبل. ولم تؤكد المصادر، ان باريس لمست من خلال اتصالاتها مع ايران، ان تراجعاً اسياسياً ستقوم به في ملفات المنطقة حتى الآن.