IMLebanon

ثالوث القوات اللبنانية  

 

لاحظ المهتمون بالشؤون السياسية كم كان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مزهواً، بالنصر الذي حققه في الانتخابات النيابية وذلك خلال مؤتمره الصحافي والذي قرأ فيه بياناً هو أقرب الى بيان وزاري منه الى بيان صحفي.

 

البيان تطرق الى كل مفاصل السياسة وربما أبرز ما فيه المعادلة الذهبية الشعب والجيش والدولة..

واضح ان طرح القوات للمعادلة المذكورة هدفها مواجهة ثالوث حزب الله الجيش والشعب والمقاومة وهذا الخلاف كبير وليس مجرد لعب بالكلام.

يتمسك حزب الله في كل الحكومات التي شارك فيها على ذكر كلمة المقاومة في البيان الوزاري وذلك بهدف انتزاع الاعتراف الحكومي بها وبعملها ويعطيها هامشاً واسعاً من الاستقلالية في اتخاذ أي قرار.. فكلمة المقاومة مرادفة لسلاح أي إنما تخفي معنى عسكرياً. إذ لا مقاومة من دون سلاح، ومجرد ذكرها في بيان الحكومة، تكتسب شرعية محلية واقليمية ودولية.

أما طرح القوات اللبنانية لمعادلتها الذهبية واستبدال كلمة المقاومة بالدولة فهو من دون شك احدى المعضلات الكبرى في وجه الحكومة الجديدة، فالتوازن الذي خلفه الانتخابات النيابية له وجه ايجابي وسلبي في آن معاً. فذكر الدولة في بيان القوات هدفه التأكيد على ان أي قرار بالحرب او السلم يجب حصره بالدولة وليس بالمقاومة.

وعليه توجد ملامح معركة سياسية حادة بين القوات اللبنانية التي تقاسمت التمثيل المسيحي مع التيار الوطني الحر والمردة وبين حزب الله وحركة أمل. هناك أطراف اضافة الى القوات لن توافق على ثالوث الحزب، فالمرحلة القادمة كما هو ظاهر في برامج الكتل بما فيها كتلة حزب الله هي مرحلة بناء الدولة العادلة وغير الفاسدة، مرحلة دعم الجيش وانتشاره على كل الاراضي اللبنانية مع ضرورة الوصول الى اتفاق حول الاستراتيجية الدفاعية المشتركة، تطمئن الجميع بما يفهم الحزب بأن بلدهم امن.