IMLebanon

التجاوب اللبناني مع المسعى الروسي مدخله التواصل الرسمي مع دمشق 

 

من المؤكد ان زيارة مبعوث الرئىس الروسي الى سوريا الكسندر لافرنتييف للبنان، جاءت في التوقيت المناسب بما يقول مصدر سياسي مطلع في قوى 8 آذار بعد السجال الذي فتح مؤخرا بين العديد من الاطراف السياسية الداخلية على خلفية الكلام «المتفلت» احيانا بما خص وجود النازحين السوريين في لبنان ومحاولة اطراف اخرى استغلال «فلتان اللسان» في سياق التحذير من تداعيات استمرار النازحين من اجل عرقلة اي توجه لإعادة هؤلاء الى بلدهم، بل الاخطر ان طوابير المستفيدين سياسيا وماليا من ابقاء النازحين سارعوا الى «صب الزيت على النار» من اجل تسخين السجالات وتحويل اي دعوة لعودة النازحين وكأنها تستهدف هؤلاء مباشرة وصولا الى «رميهم في النار» بينما مصلحة النازحين اولا، وكل من الدولتين اللبنانية والسورية وضع خطة واضحة ومبرمجة لإعادتهم الى بلدهم.

 

لكن السؤال الاخر، هل ستفتح زيارة موفد الرئىس الروسي الى لبنان«كوة» في اعادة تعويم المبادرة الروسية الهادفة الى عودة النازحين السوريين الى بلدهم؟

 

وفق معطيات المصادر فإن زيارة الموفد الروسي الى بيروت في هذا التوقيت، يسعى من خلالها الرئىس بوتين الى محاولة احداث نقلة نوعية في مسار الحل السياسي في سوريا اولا وفي مسألة عودة النازحين ثانيا، خصوصا ان زيارة الموفد الروسي من ضمن جولة في المنطقة، وذلك من خلال ثلاثة عناوين يسعى الجانب الروسي الى اقناع الاطراف المعنية بمسألة عودة النازحين الى تحقيقها:

 

1- الوقوف عند وجهة نظر القيادات اللبنانية، في موضوع العودة، في مقابل تشجيع لبنان على فتح باب التواصل الرسمي مع الحكومة السورية على اعتبار ان هذا الخيار لا بد منه حتى في حال حصول تغيير في الموقف الاممي الغربي، وهو الامر الذي كان ابلغه مسؤولين روس لعدد من المسؤولين اللبنانيين.

 

2- ان تساهم مشاركة الدول المحاذية لسوريا- باستثناء العدو الاسرائىلي – في اجتماعات مؤتمرا «استانا» في تقريب المسافات بين هذه الدول والحكومة السورية، خاصة لبنان في ظل «تمنع الحكومة عن الاقرار بأهمية الحوار الرسمي مع دمشق، على خلفية رفض رئىسها لهذا التوجه، خصوصا ان ترسيم الحدود البحرية لا يمكن ان يتم دون اقرار الحكومة اللبنانية بالتواصل الرسمي مع دمشق.

 

3- رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكوين رؤية متكاملة للدول التي تستضيف العدد الاكبر من النازحين، ومنها لبنان، قبل لقاء القمة الذي سيجمعه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حيث ان القيادة الروسية ستحاول اعادة تعويم الاتفاق الذي كان جرى التوصل اليه بين الرئيسين بوتين وترامب حول التسوية في سوريا بما في ذلك قضية عودة النازحين.

 

ويوضح المصدر السياسي ان البعض في لبنان لا زال يحاول التهرّب من مقتضيات عودة النازحين، اما من خلال التشكيك بالسعي الروسي لاعادتهم ولو ان فيها مصلحة مباشرة للجانب الروسي، واما من خلال القاء تهمة العرقلة على الحكومة السورية، على الرغم من تأكيد ليس فقط المسؤولين السوريين لرغبتهم في عودة النازحين بل في تأكيد كل حلفاء دمشق انهم سمعوا كلاماً واضحاً من القيادة السورية بدءاً من الرئيس بشار الاسد بالاستعداد والعمل للقيام بكل ما هو ممكن لاعادة النازحين وهو الامر الذي كان اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في وقت تأكد عبر السنوات الماضية ان الفريق الداخلي الذي يعرقل عودة النازحين يتكأ على الرفض الاميركي والاممي لهذه العودة تحت مبررات واهية لا تخدم المصلحة اللبنانية في حين ان كثيرا من هؤلاء ومعهم كثير من المنظمات المحلية والدولية المهتمة بقضية النازحين يجمعون الثروات جراء ما يحصل من «سمسرات» في التعويضات المالية والخدمات الاجتماعية التي تقدم للنازحين.

 

لذلك، فالسؤال الاخير هل يفضي التحرك الروسي الجديد، الى تحريك العودة للنازحين السوريين؟

 

وعن معطيات المصادر، فمن المستبعد جداً ان يقر الاميركي خلال قمة الرئيسين بوتين وترامب بتسهيل العودة، الى جانب القضايا المتصلة بالحل الاسياسي والاعمار في سوريا، خصوصاً في ظل احتدام الصراع في المنطقة من الخليج الى الشرق الاوسط، من بينهما السعي الاميركي لتمرير صفقة القرن، وتخلص المصادر الى التأكيد انه اذا لم يقتنع البعض في لبنان وتحديداً الذين يعارضون التواصل الرسمي مع الحكومة السورية، فمسار عودة النازحين سيبقى يراوح مكانه، وهو الامر، الذي كان كشف عنه قبل ايام المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمطلع على كل خفايا هذه القضية ومقولة ان العودة تحتاج لقرار كبير وهذا القرار غير موجود.