IMLebanon

حسابات التمديد تختلف عن حساب الحرب “الطعن” لا يُسقط الهدنة … “الوطني الحرّ”: لعدم توتير الساحة الداخليّة 

 

لا تزال حرب غزة والإعتداءات “الاسرائيلية” اليومية على الجنوب اللبناني تتصدر المشهد السياسي، وتفرض إيقاعها على الساحة الداخلية، وان ظهرت تشنجات او تباين حيال عدد من الأحداث، كما ظهر في موضوع التمديد لقائد الجيش. فالحرب تسيطر على كل الاهتمام، ومن الواضح انها عدلت التشنجات السياسية، وقد ظهرت مواقف غير متوقعة من خارج سياق الاشتباك السابق، على غرار ما صدر عن النائب جبران باسيل تحت عنوان التضامن مع غزة وحق لبنان بالمقاومة والدفاع عن النفس.

 

فرئيس “التيار الوطني الحر” يسعى أولا الى  تحصين الوضع اللبناني في وجه الآتي، خصوصا ان لبنان على مفترق خطر وجودي كبير،  يفترض إجراء تنازلات كبرى، وثمة معادلات سياسية مختلفة  اليوم تقتضي رص الجبهة الداخلية، لمواجهة اي تداعيات  في المستقبل. ويفترض بالتالي تعزيز التفاهمات وترييح الوضع الداخلي، وهذا ما تبدى في لقاءات التيار قبل إقرار التمديد، بكل من النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس “المردة” سليمان فرنجية. فجنبلاط اول من اطلق النداء للسيد حسن نصرالله بعدم الانجرار الى الحرب، ولا تزال المواقف تتوالى منه كما من ميرنا الشالوحي، والطرفان يلتقيان اليوم على ضرورة الالتفاف حول المقاومة ورفض الانجرار الى الحرب التي تريدها “إسرائيل”.

 

وعلى الرغم من ان التيار تلقى صفعة التمديد لقائد الجيش، كونه كان رافضا التجديد له في اليرزة  لمنع وصوله في المستقبل الى بعبدا، بحيث يصعب بعد التمديد شطب عون من المعادلة الرئاسية، إلا ان باسيل الذي يساير الجميع بمن فيهم حلفاؤه، رفض تمرير التمديد وأصر على الاستمرار في رفض التمديد وحده والطعن فيه، مما جعله يتحمل الخسارة وحده دون غيره من الأطراف، ومع ذلك تقول مصادر سياسية ان باسيل لم يذهب بعد التمديد الى إعلان الحرب الكبرى على من ساروا بالتمديد، وبقيت مواقفه مضبوطة الى حد اعتبار ان الوقت ليس مناسبا لفتح جبهات داخلية، ولا فائدة من توتير الوضع مع حزب الله المنشغل بالجبهة الجنوبية، وانطلاقا من فكرة ان الضغط على الحزب في مرحلة الحرب ليس من مصلحة أحد، نظرا لحجم الضغوط التي يتعرض لها، وبالتالي فان حسابات معركة التمديد شيء، والمعركة في غزة والجنوب أمر آخر.

 

في حسابات “التيار الوطني الحر” اليوم  ان ما قبل ٧ تشرين لا يشبه ما بعده من تحولات في لبنان والمنطقة، مما يفرض التنسيق والتعاون بين الجميع، لأن القاسم المشترك هو الخوف من الحرب والوقوف الى جانب المقاومة .

 

اتصال آمن اجراه باسيل بالأمين العام لحزب الله السيد نصرالله  بداية الحرب، لا تزال مفاعيله نافذة حتى اليوم، فالتيار أرسى قواعد علاقة بعيدة عن التشجنات الماضية، وانشأ خلية ازمة وتواصل بين ميرنا الشالوحي والحزب، لتأمين ظروف النازحين الجنوبيين  في حال توسعت الحرب، وعلى ما يبدو فان موقف باسيل تجاه حزب الله لم يتأثر بالتمديد . ويسجل القريبون من  الحزب لباسيل تفاعله الإيجابي ووقوفه الى جانب الحزب، مما يثبت انه حليف ثابت واستراتيجي يحسن التعامل في الأزمات، على الرغم من أصوات قريبة من التيار كانت انتقدت أداء الحزب لتأمين نصاب جلسة التمديد لقائد الجيش .

 

بالنسبة الى التيار هناك فصل بين الاستحقاقات الداخلية والملفات الاستراتيجية، فلا يمكن للتيار ان لا يكون الظهر الحامي للمقاومة، فلا يؤمن غطاء الأمان لها في الداخل بدعم عمل المقاومة، لكن وفق شروط حددها التيار مسبقا، برفض استخدام لبنان منصة صواريخ للفصائل غير اللبنانية، كما يتمسك التيار بضرورة تحييد لبنان، مع الالتزام بحق الدفاع عن النفس في مواجهة اي إعتداء “اسرائيلي”.

 

قبل التمديد بأسابيع أعاد باسيل تموضعه السياسي الى جانب الحزب، و “شحن” علاقته بحزب الله بمقويات الطاقة، متموضعا الى جانبه في الأحداث،  لكن من دون ان يتماهى معه في المواضيع والملفات الداخلية، لا سيما التمديد. مع العلم ان حزب الله لم يكن متحمسا للتمديد، بل كان مسايرا للمسار والضرورات التي حتمت السير به كخيار حتمي.