IMLebanon

الكباش يحتدم بين «الثنائي الشيعي» والمعارضة زائد «الوطني الحرّ»  

 

لم يعد الخلاف الماروني – الماروني العقبة امام انتخاب رئيس للجمهورية كما اراد البعض تصوير الامر، حيث ان المعارضة المكونة من «القوات اللبنانية» و«الكتائب» زائد «التيار الوطني الحر» اجمعوا على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة. وبعد ان حصل التقاطع بين «الوطني الحر» والاحزاب المسيحية المعارضة، اتضحت الصورة وبدأ الكباش الفعلي بين «الثنائي الشيعي» الذي يدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وبين القوى المسيحية، اضافة الى بعض «التغييريين» الداعمين لازعور.

كيف ستكون جلسة الانتخاب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري في 14 حزيران ؟ الجلسة ستعكس الاحتدام السياسي بين المعارضة و»الثنائي الشيعي، وخاصة بين حزب الله و«التيار الوطني الحر» الذي قطع الخيوط مع حارة حريك، وبات تفاهم مار مخائيل حبرا على ورق. واذا لجأ البعض الى استخدام الورقة البيضاء في التصويت، فذلك لن يغير شيئا من المعركة الرئاسية، ومن تصميم كلا الطرفين على عدم الاستسلام للفريق الآخر.

النائب جبران باسيل فضل معارضة حارة حريك، وان كان ذلك سيكلفه خسارة بعض النواب في مناطق نفوذ الحزب، على ان يقبل بأن يصبح الوزير السابق سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، فهذا الامر بمثابة ضربة كبيرة لمستقبل باسيل السياسي في لبنان، وتحديدا في الشمال، الى جانب اقتلاع نفوذ «الوطني الحر» في مؤسسات الدولة وفي الجسم القضائي، حيث اذا اصبح فرنجية رئيسا فسيقوم بـ «نفضة» في التعيينات السياسية والادارية، وخاصة التابعين لـ «التيار الوطني الحر»، وسيتم استبدال هؤلاء الموظفين بآخرين مقربين من فرنجية و»الثنائي الشيعي».

من هنا كلما زاد الانقسام الداخلي، كلما تعذرت الحلول وكلما زاد تعنت كل فريق برؤيته واستراتيجيته لموقع رئاسة الجمهورية. فيوما بعد يوم يتحول انتخاب الرئيس الى معركة كسر عظم بين المعارضة و»التيار الوطني الحر» من جهة، وبين «الثنائي الشيعي» من جهة اخرى.

وامام هذا المشهد السياسي المأزوم، الذي لا يبدو ان هناك افقا حتى هذا التاريخ للاستحقاق الرئاسي، يغرق لبنان بالمزيد من المعاناة والبؤس ويذوق المواطن اللبناني الامرّين. هذه الحالة المشؤومة تنسحب على مؤسسات الدولة التي تهوي الواحدة تلو الاخرى، في ظل ترقب خارجي سواء سعودي او ايراني للوضع اللبناني، دون تدخل ايجابي يدفع بالطرفين المتنازعين الى التخلي عن متاريسهم السياسية والتحاور دون شروط مسبقة، لعلهما يتوصلان الى مرشح توافقي يقدم ضمانات لـ «الثنائي الشيعي» وخاصة حزب الله، بان الرئيس الجديد لن يساوم على حساب المقاومة مع اجندة خارجية، كما يقوم المرشح التوافقي الى تبريد الاحتقان عند القوى المسيحية وزرع الطمأنينة وتدارك الخوف المسيحي من مخططات تقلص دورهم في لبنان.

باختصار طال الفراغ الرئاسي اكثر مما توقعنا، وتدهورت البلاد اسرع مما اعتقدنا، ولذلك بات المطلوب انتخاب رئيس توافقي لا غالب ولا مغلوب، وفي الوقت ذاته قادر ومصمم على تنفيذ الاصلاحات، وهي مسؤولية وطنية عند الكتل النيابية التي صوّتت لها الناس، الى جانب تقاطع خارجي – داخلي يسرّع على انهاء الشغور الرئاسي اللبناني.