IMLebanon

اللقاء الماروني…ما له وما عليه؟!

 

 

بين كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي، التي افتتح فيها اللقاء الماروني الموسّع في بكركي، وبين المقررات التي توصلت اليها لجنة الصياغة، اختلاف واضح، يحسن التوقف عنده لمعرفة خيبة الامل التي اصابت العديد من المسيحيين، الذين راهنوا على صدور مقررات شجاعة تفقأ دمّل الشعور عندهم، بأنهم اصبحوا بالكاد فئة من الدرجة الثانية، لا يكفي انهم خسروا الكثير من الصلاحيات والحقوق التي كانت لهم، ليكتشفوا انه حتى ما اعطاهم اياه اتفاق الطائف المجحف، لا يتم تنفيذه بالكامل، والمنفّذ منه يتمّ تقاسمه او التحايل عليه.

 

النقاط الـ 13 التي تضمنها البيان الختامي، باستثناء النقطة الاولى التي تؤكد تبنّي المجتمعين لكلمة البطريرك الراعي، كانت تردادا مملا للمطالب المسيحية المستمرة منذ العام 1992 ولم يأخذ الشريك بالوطن اي اعتبار لها او اهتمام بها، ونأتي اليوم، بأول مؤتمر مسيحي ماروني موسّع، نردّدها، وكأننا اكتشفنا البارود، مع ان المطلوب كان، اخذ خطوات عملية ومن وحي ما قاله يوما البطريرك التاريخي مار نصرالله صفير: «اذا خيّرنا بين الحرية والعيش المشترك، فخيارنا هو الحرية» لكننا مع الاسف، وعلى الرغم من ان البطريرك الراعي، فتح الباب امام المجتمعين ليرتفعوا الى مستوى القلق الكبير الذي يعيشه المسيحيون، بسبب استبدال الدستور بالاعراف والممارسات الشاذة، وبسبب تملّك المؤسسات الاساسية، والدفع بتغيير النظام وهوية لبنان، عن طريق مؤتمر تأسيسي، او فرض المثالثة، وكيفية الخروج من الاخطار المهددة، ومن طروحات غير مكتملة، مثل طرح الدولة المدنية او الغاء الطائفية السياسية، دون التوسع المنطقي والضروري، والكلام عن لا مركزية ادارية وليس سياسية ورفض كل كلام عن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، والاصرار دائما عن اثلاث معطّلة، واعطائها زورا صفة الاثلاث الضامنة، وفي كلمة الراعي، ايضا تذكير بموقف للبطريرك الحويك، تاريخه 19/1/1926 اي عندما كان عدد المسيحيين ثلثي عدد سكان لبنان، حيث يؤكد على «احترام الحرية الدينية، والمساواة بين الطوائف وعدم طغيان طائفة على طائفة، واحقاق العدل، وعدم التساهل في تجاوز القانون…» هذه هي المارونية السياسية التي دمّر لبنان من اجل استئصالها.

 

***

 

كان من الافضل لو تجلّت الوحدة المسيحية في لقاء بكركي، بوجود النواب الارثوذكس والكاثوليك والارمن، ومندوب عن مذاهب الاخوة السريان والكلدان والاشوريين والاقباط، وهم قدموا شهداء في الدفاع عن لبنان، ولا خوف من العدد لأنه لا يتجاوز السبعين شخصا، ولكن يشعر الجميع بأننا عائلة واحدة لأب واحد هو يسوع المسيح.

 

في النهاية هناك دعوة للقيادات المسيحية:

 

اذا انتم عاجزون عن انقاذ لبنان، عل الاقل اعملوا على انقاذ المسيحيين.