IMLebanon

المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل شدّ حبال بين القوات وحزب الله

 

لا تشبه دائرة بعلبك الهرمل اي دائرة اخرى في الحماوة الانتخابية التي بدل ان تخف، فانها تزداد حماوة بعد دخول الخطابات وحرب المنابر على خط المعركة لاشعال الجبهة الانتخابية بوصف رئيس القوات ما يحصل انتخابيا بانه سيكون انقلابا تاريخيا وتأكيد أحمد الحريري بان المعركة توازي  المقاعد النيابية، وبدوره فان حزب الله يبدو لن ينزل الى مستوى خطباء الانتخابات لتوجيه المعركة التي يديرها الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله شخصيا ويوليها اهتماما استثنائيا ومختلفا عن السنوات السابقة بسبب القانون الانتخابي الجديد الذي أدخل النسبية ويمكن ان يحقق اختراقات يسعى حزب الله الى تطويقها وتقليل الخسائر الى الحد الادنى،فحزب الله يريد لائحته بالكامل، وهذا ليس سهلا في المعركة الراهنة استنادا الى القانون النسبي الجديد وحساباته الملتوية، والقوات والمستقبل اختارا ان يتفقا فقط في الدائرة الاقسى تحت عنوان سياسي هدفه «كسر جموح حزب الله واستئثاره بالمقاعد المسيحية»، وهنا يكمن حجم وقوة وخطورة المعركة التي لاتشبهها اي معركة اخرى، فبعلبك الهرمل هي خزان المقاومة الشعبي وبيئتها الحاضنة والقوات تعتبر ان فوزها يوازي كل معاركها تقريبا، فكيف سيكون اتجاه المعركة؟

يخوض حزب الله معارك على جبهة حماية  مقاعده الشيعية لكن ذلك لا يعني ذلك ترك المقعدين الماروني والكاثوليكي او المقاعد السنية،فالمقعد الماروني له رمزيته وحيثيته الخاصة وقد ساهمت القوات بخطابها الطائفي والتعبوي ضد حزب الله في رفع المواجهة الى حدودها القصوى وحيث يسعى حزب الله بعد هذا الجو الحاصل الى خلق توازن  في موضوع المقعد الماروني بعد تعرضه لهجوم ممنهج من القوات تم فيه رفع التحدي الى اعلى مستوياته منذ بدء المعركة تارة بالتصويب على المرشح الماروني على لائحة حزب الله او ترشيح اللواء السابق جميل السيد عن احد المقاعد الشيعية،خصوصا ان القوات تعتبر المقعد الماروني الهدف الذي يوازي كل اهدافها الانتخابية مجتمعة «لكسر حزب الله» وتحكمه به في الدورات الانتخابية الماضية.

بدون شك فان الوضع الانتخابي لا يزال ممسوكا بشكل اساسي من حزب الله في الدائرة التي ينتخب فيها226 الف ناخب شيعي، لكن الدائرة تأثرت بالقانون الحالي الذي ادخل النسبية مما يفترض بالنسبة الى حزب الله ملاقاة القانون والالتفاف عليه وهذا الأمر حاصل بين ماكينة حزب الله الانتخابية ذات القدرة الفائقة انتخابيا فيما تقف ماكينة القوات بالمرصاد وتضع ثقلها في هذه المعركة وتعتبرها الفرصة المصيرية لمرشحها، فالقوات قادرة على تأمين حاصل انتخابي  والتعاون مع المستقبل يجعل المعركة اكثر قوة وتماسكا ويستطيع الفريقان رفع الحاصل الانتخابي للائحة،وهذا الامريتحسب له حزب الله ويتحدث ابناء المنطقة عن « تعميم» وامر عمليات للكوادر مفاده « اسقاط مرشح القوات» وعدم السماح بهزيمة الحزب على المقعد الماروني، ومؤخرا عمد الحزب الى تكتيات متعلقة بادارة الانتخابات بتوزيع فائضه الانتخابي بين مرشحيه و تقسيم المنطقة انتخابيا بدورها.

ويتحدث العارفون في الدائرة عن فائض كلامي من جهة القوات في تعويم وضع مرشحها فالمعركة يصح وصفها بانها على المنخار في موضوع المقعد الماروني وليس صحيحا كما يردد القواتيون بان وضع النائب اميل رحمة صعب نتيجة عدم قدرة حزب الله على خوض معركته وتوزيع اصواته على كل مرشحيه، بحسب اوساط انتخابية في الدائرة، فان النتيجة المسيحية تقررها صناديق الاقتراع، وليس صحيحا ان الارقام المسيحية كلها تصب في بلوك للقوات.

اما العودة الى ارقام الـ 2009 في هذا الاستحقاق فان نسبة الاقتراع المسيحي وصلت الى 40 بالمئة نال منها النائب اميل رحمة 70 بالمئة من الاصوات من مسيحيي سهل بعلبك والهرمل وهؤلاء لا يحتسبون على القوات، وقد ادت المقاطعة المسيحية في دير الأحمر في حينه الى عدم وضوح صورة التصويت المسيحي. واذا كانت القوات تشكل حوالى 30 بالمئة من التصويت المسيحي بحسب الاحصاءات، فان ما تبقى من اصوات تتوزع على العائلات الكبرى من حبشي وكيروز فالنائب السابق طارق حبشي يعطي اصواته الانتخابية للنائب اميل رحمة كما ان عائلة كيروز تنقسم بين القوات وتأييد لائحة حزب الله مما يعني رحمة ايضا. من هنا فان المقعد الماروني الذي تدور حوله معركة كبيرة حيث يسعى حزب الله الى المحافظة عليه من حصته  فان القوات تتطلع الى تحقيق اختراق وفي كلتي الحالتين تستمر عملية شد الحبال بين الطرفين لايصال احد مرشحيهما.

مؤخرا وبعدما بلغت المواجهة الانتخابية حدها الاقصى مؤخرا بتصريحات من جبهة القوات واخرى من حزب الله ومؤيديه ووصلت الامور الى استحضار الارهاب والمقاومة ووضعهما وجها لوجه، بحيث ساوى منظمو الحملات الانتخابية بين داعمي الارهاب في عرسال بانهم  « مقاومين»  في حين تم التصويب على ان المقاومة ليست من ضمن الخط الوطني فان حزب الله يتطلع الى انتخابات الدائرة بنظرة مختلفة ويريد رفع التصويت الشيعي لاعلى مستوياته،وعلم ان حزب الله وضع استراتيجية تقوم على فكفكة الالغام التي تم زرعها في بيئة حزب الله عبر تأليب الشارع انمائيا وتحت ستارات وهمية في اطار اثارة الراي العام المؤيد للمقاومة نحو خيارات مختلفة،وعليه تم التركيز من قبل حزب الله على مسألتين بموازاة بعض اولا الشق السياسي للمعركة وعلى الشق الانمائي ايضا ، وقد ساهمت الانسحابات الشيعية الاخيرة في تقوية اللائحة بعدما تم استيعاب الاصوات التغييرية التي ارتفعت مؤخرا.وعليه فان معركة اللائحة تبدو احسن حالا وان كان الافتراق وقع مع التيار الوطني الحر الذي لا يوجد له قاعدة شعبية مؤثرة على مستوى الدائرة ويدعم حاليا لائحة فايز شكر.