IMLebanon

وزارة الطاقة بخدمة الشركات المستوردة للمحروقات… صورة سوداء لما هو قادم 

 

 

اقترب سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان من الـ 20 دولار أميركي في لبنان، إذ وصلت صباح أمس الى حدود الـ 400 ألف ليرة لبنانية، لتشكل بذلك ضربة قوية لجيوب اللبنانيين الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية سيئة للغاية.

 

قفزت أسعار النفط عالمياً بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية لتصل الى مستويات لم تشهدها منذ اكثر من 10 سنوات، وتبقى الأمور مفتوحة بكل الإتجاهات بحسب مصادر متابعة التي تشير إلى أن العالم يعيش ظروفاً استثنائية، والأمر لا يتعلق بلبنان فقط، وبالتالي من الصعب معرفة مسار أسعار النفط في الأيام المقبلة.

 

لم يكن يُفترض ان يصدر جدول أسعار المحروقات أمس الخميس، فهذا الجدول يصدر كل يوم ثلاثاء، وعندما تقرر إصداره اكثر من مرة خلال الأسبوع، كان الأمر متعلقاً بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، إلا أن صدوره الخميس رغم عدم تغيّر سعر صرف الدولار جعل الأمر مريباً بعض الشيء.

 

وتكشف المصادر أن سعر المحروقات في لبنان يعتمد على السعر العالمي في ثلاثة أسابيع سابقة، وبالتالي يُفترض أن يكون السعر اليوم مربوطاً بسعر النفط منذ ثلاثة أسابيع، أي عندما كان لا يزال دون الـ 95 دولاراً، إلا ان الجدول الجديد يعتمد على أسعار النفط اليوم والتي وصلت الى حدود 120 دولاراً للبرميل، مشيرة الى أن هذه التسعيرة تُعتبر بمثابة سرقة موصوفة، فعندما كان ينخفض السعر العالمي كنا ننتظر ثلاثة أسابيع أو شهر لتنعكس الاسعار الجديدة على لبنان، بينما مع ارتفاع أسعار النفط تصبح الزيادة فورية.

 

وترى المصادر ان ما قامت به وزارة الطاقة يصب في مصلحة الشركات المستوردة للنفط، كاشفة ان نية الوزارة هي تكرار إصدار جدول الأسعار كلما ارتفع السعر عالمياً، إلا أن التحدي سيكون بحال انخفض السعر، فهل ستخفّض الوزارة الأسعار بنفس اليوم؟

 

إن هذه الاسعار الخيالية للمحروقات في لبنان مرجحة للإرتفاع أكثر في الأيام المقبلة، حتى أن المصادر تظنّ أن سعر الصفيحة سيصل الى حدود الـ 23 دولاراً، وهذا ما سينعكس تلقائياً على أسعار السلع والخدمات في لبنان، وعلى رأسها المواد الغذائية، وكهرباء المولدات.

 

وترى المصادر أن ارتفاع أسعار المازوت سيجعل أصحاب «السوبرماركات» يرفعون أسعار السلع، أما الكارثة ستكون بسعر «الكيلو وات»، حيث يتوقع أن يتخطى عتبة العشرة آلاف ليرة بحال استمر الواقع على ما هو عليه.

 

بحسب دراسة «للدولية للمعلومات»، فإن كلفة الرحلة من طرابلس إلى بيروت ذهاباً وإياباً تحتاج إلى 472 ألف ليرة، ومن بيروت إلى جونية تحتاج 147 ألف ليرة، ومن بيروت إلى صيدا تحتاج 265 ألف ليرة، علماً أن هذه الأسعار تعتمد على سعر صفيحة بنزين يبلغ 362 ألف ليرة، فكيف الحال اليوم مع وصول سعر الصفيحة الى 400 ألف؟

 

كل هذا يبقى رهن تأمين المحروقات، حيث تكشف المصادر أن استمرار الأزمة قد يعني عودة مشهد الطوابير الى لبنان، لأن الشركات لن تُخاطر أولا بشراء كميات كبيرة، وقد لا تجد مواداً لشرائها ثانياً.