IMLebanon

لعبة مُخابراتــــيّة لــــزجّ الفلسطينـــــيين في الحراك الشعبي

 

تبدي جهة سياسية مطلعة مخاوفها من حصول تطورات أمنية في بعض المناطق اللبنانية، وتحديداً في الشمال، وربما المخيمات الفلسطينية، وكل ذلك قد يحصل على خلفية الصراع السياسي في البلد، ومن ثم استغلال ما يجري في الشارع، خصوصاً بعدما خرجت الأمور عن نصابها وباتت تنذر بما لا يحمد عقباه، وتكشف الجهة، بأن زجّ البعض عن مشاركة فصائل فلسطينية في التظاهرات والإحتجاجات التي جرت قرب المجلس النيابي، إنما يأتي في سياق الألاعيب المخابراتية، وهذا ما دفع حركة «فتح» إلى إصدار بيان تنفي فيه نفياً قاطعاً هذه «التلفيقات»، ولكن عندما تصل الأمور إلى هذه الوضعية، فذلك يعني أن هناك مخاوف من دخول أطراف تُصنّف في خانة الإرهاب والتكفير، أو ما يسمى بالخلايا النائمة في بعض المخيمات، وهؤلاء قد يستغلون ما يحصل في الساحة اللبنانية في إطار تصفية الحسابات ضمن الصراع الدائر في المنطقة لاستغلال الساحة اللبنانية وتوجيه رسائل سياسية إقليمية.

 

وعلى هذه الخلفية، علم أن إجراءات أمنية مشدّدة اتخذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية والمخابرات، بغية محاصرة أي تحرّك قد تقوم به هذه القوى، كذلك حتى الآن لم يتّضح بعد عما إذا كان هناك أي دليل على وجود مندسّين في التظاهرات الأخيرة، على اعتبار أن التحقيقات بدأت من قبل الأجهزة المختصة، لكن حتى الساعة ما من مؤشّرات توحي بأن هنالك مندسّين من غير الجنسية اللبنانية شاركوا في هذه الأعمال المخلّة بالأمن والإستقرار بفعل ما قاموا به من تكسير وتخريب في الممتلكات العامة والخاصة.

 

وفي سياق آخر، ينقل عن متابعين لمسار الوضع الراهن، بأن اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء بين منسحبين من تكتّلات نيابية أو معترضين على أداء هذه الكتلة وسواها، بغية التنسيق والتواصل في ما بينهم من أجل إنشاء تكتّل نيابي موسّع يصنّف في خانة المستقلين وليس المعارضين، والأجواء تشير إلى أنه سيضم نواباً من معظم الكتل النيابية بعدما بدأت بعض الأصوات من داخل الكتل تبدي اعتراضها على السياسات والعناوين الكبيرة التي ينتهجها رئيس التكتل، خصوصاً أن هذه الحركة، إنما هي نتاج ما أفرزه الشارع من تحوّلات ومتغيّرات بنيوية وعلى كافة المستويات، ويُتوقّع أن تتبلور هذه الخطوات التي أضحت أمراً واقعاً مع ولادة الحكومة، لا سيما وأن هؤلاء المعترضين على سياسات كتلهم، هم أيضاً كانوا من أشدّ المنتقدين لمسار التأليف، والذي أنيط لبعض الجهات دون سواها عبر فرض الإملاءات والشروط والدخول في لعبة المحاصصة، وهذا أيضاً عامل إضافي لخروج هؤلاء النواب المعترضين على هذا الأداء، والشروع في إنشاء التكتل الموسّع على أن يكون نهجه وطني وتصويبي لكل المسارات دون الإنزلاق في السياسات الضيقة والمساعي تجري من أجل أن يتمثّل في داخله نواب من سائر المذاهب والطوائف لإعطائه صبغة وطنية، وإن كان المنسحبون من كتلهم حتى الآن هم من المسيحيين.