IMLebanon

فرنسا خسرت نقطة قوتها وأميركا لا تُبالي: أي نتائج سيحملها لقاء باريس؟  

 

 

بعد أخذ وردّ يُعقد في السادس من شباط الاجتماع الخماسي في باريس لمقاربة الأزمة اللبنانية وملف الرئاسة، وينتظر اللبنانيون ما سيؤول اليه اللقاء الذي حُمل أكثر مما يحتمل في الفترة الماضية، خاصة بعد التطورات المستجدة في المنطقة والتي كادت أن تنسف اللقاء من أساسه.

 

دائماً ما يربط اللبنانيون مصيرهم باستحقاقات خارجية، وها هم اليوم يربطونه باجتماع باريس، لكن بحسب مصادر سياسية متابعة فإن اللقاء فقد الكثير من زخمه خلال الشهر الماضي، مع التطورات الكبيرة التي تحصل في المنطقة.

 

تؤكد المصادر أن لا اسم لرئيس الجمهورية سيصدر عن المجتمعين، مشيرة الى أن الزيارات الفرنسية الرسمية للمنطقة، تحديداً الى المملكة العربية السعودية، جاءت لتحاول تشجيع السعودية على اتخاذ قرار بالتدخل بشكل مباشر بالأزمة اللبنانية، لكنها فشلت بذلك، وما سيصدر عن اللقاء سيكون ك “المبادرة الخليجية الكويتية” المتعلقة بلبنان إنما بتفصيل أكبر، لكنها لن تكون بمثابة قرار دولي يضغط على لبنان، ومن هنا فإن أهميته تبقى معلقة بتطورات أخرى وأطراف أخرى غير مشاركة في الاجتماع.

 

ترى المصادر أن اللقاء في باريس قد يزيد الأزمة تعقيداً، لأنه من الواضح أن لحظة التقارب الخليجي الإيراني التي ستنعكس على لبنان لم تحن بعد، لذلك من المتوقع أن يكون البيان الصادر عن الاجتماع قاسياً تجاه فئة من اللبنانيين دون أخرى، رغم كل الدول الذي حاولت قطر القيام به لتقريب وجهات النظر بين المعنيين بالملف اللبناني، إلا أن تدهور العلاقات الأوروبية – الإيرانية، وتحديداً الإيرانية – الفرنسية سينعكس سلبا على ما يصدر عن هذا اللقاء، لان الدور الذي كانت تمتاز فيه فرنسا سابقاً هو علاقتها الجيدة مع طهران وحزب الله، وهو ما كان يُسجل لها لا عليها.

 

منذ البداية لم يكن للفرنسيين قدرة على فرض التسويات في لبنان، وكانت زيارات ماكرون المتتالية الى بيروت خير دليل على ضعف هذه القدرة، لكنها كانت حاضرة لقدرتها على الحوار مع كل الاطراف، أما اليوم فقد ضعفت هذه القدرة بعد تأزم العلاقات مع إيران، وبالتالي حزب الله، أما بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية فهي حتى اللحظة لم تغير أولوياتها، ولبنان ليس من ضمنها، وما كانت تحتاجه من لبنان أخذته بترسيم الحدود الجنوبية، أما مصر فهي ليست الطرف المبادر إنما الطرف الذي يدعم أو يسوق مبادرات، هي غير موجودة بعد.

 

يبقى قطر والسعودية، الاولى تُحاول انطلاقاً من مصالحها الاقتصادية المستجدة في لبنان، وهي ليست طليقة اليد، بل مكبلة بالموقف السعودي الذي لن يسمح لنجم دولة خليجية أن يسطع في لبنان أو يحاول أخذ دورها في بيروت. أخيراً هناك المملكة العربية السعودية، وهي التي تُعتبر الطرف الأقوى الى جانب حزب الله في الملف الرئاسي، فهل أصبحت جاهزة للمبادرة ليكون للقاء باريس تأثير كبير ومفعول فوري؟ لكن الاهم هو معرفة الإجابة عن التساؤل الاتي: هل يمكن التوصل الى تسوية في لبنان في ظل التصعيد الإقليمي من فلسطين الى طهران؟