يوم ٣١ اذار (مارس) صباح عيد الفطر المبارك في مصر، خرج الملايين بمظاهرات في (٦٢٤٠) موقع على امتداد الاراضي المصرية، ورفع المتظاهرون شعارات ترفض عمليات الابادة في غزة وتدعم موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة، والمظاهرات المصرية كانت بمثابة تأكيد على العلاقة التكاملية القوية بين القيادة والمجتمع في الدولة المصرية العميقة بما هي وحدة قانونية مجتمعية جغرافية طبيعية.
الشعب المصري العظيم دفع اغلى الاثمان من اجل فلسطين وخاض كل الحروب الكبرى من حرب فلسطين ٤٨، الى العدوان الثلاثي ٥٦، الى حرب حزيران ٦٧، الى حرب رمضان (٦ اكتوبر ) ٧٣، وفي كل المحطات الفاصلة من تاريخ القضية الفلسطينية كان الشعب المصري العظيم الى جانب الشعب الفلسطيني في الحرب والسلام.
الدولة المصرية تتولى كامل المسؤولية في مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة والعمل على حشد الطاقات العربية والدولية من اجل اعادة بناء ما تهدم وتأمين كل اسباب التعافي ومنع تهجير الاهالي من القطاع، ومصر الدولة والمجتمع كانت ولا تزال الجوار الآمن والحاضن لاهالي غزة من نكبة فلسطين ١٩٤٨ حتى نكبة غزة ٢٠٢٥ حيث لا نزال نشهد مجازر الابادة الجماعية بحق الشيوخ والنساء والاطفال المشردين في العراء لا غذاء لا ماء لا دواء .
شعب مصر العظيم ساهم في تعزيز المناعة السياسية والثقة بالنفس لدى العديد من الشعوب العربية والافريقية، وساهم في دعم كل ثورات الاستقلال والتحرر الوطني من الاستعمار، واغنى الثقافة والفنون والعلوم العربية وواكب التجليات الفكرية والسياسية والمعرفية الحديثة، وقدم زعماء ورؤساء وشخصيات قيادية سياسية وعسكرية رفيعة، ونخب فكرية وعلمية وثقافية واعلامية وابداعية مميزة.
المحطات الاعلامية الكبرى لم تسلط الضوء كما يجب على مظاهرات الشعب المصري والتي كانت يجب ان تتقدم على اخبار مظاهرات المعارضة في اسرائيل، وتتقدم على اخبار تعيين مدير الشاباك في اسرائيل، وتتقدم على اخبار محاكمة نتنياهو في إسرائيل، ومن لبنان الجريح الجريح والحزين الحزين وعبر جريدة اللواء الغراء …كل الحب والتقدير الى … شعب مصر العظيم.