IMLebanon

لهذه العناوين… تمّ تأجيل زيارة البابا الى لبنان

 

لا زالت أصداء تأجيل زيارة قداسة البابا فرنسيس الأول إلى لبنان تتفاعل، وقد لا تكون أخذت حجمها في التداول من خلال التطرّق إلى الأسباب والدوافع التي أملت هذا التأجيل، إلا أن المعلومات والمعطيات أشارت إلى سلسلة عناوين كانت خلف التأجيل، ولكن قبل شرح هذه المعطيات، وخلافاً لما قيل أن البعض من كبار السياسيين كان وراء قبول البابا بزيارة لبنان، فذلك لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، إذ ثمة معلومات أنه، وخلال زيارة قداسة البابا إلى قبرص ولقائه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، أكد له أنه سيزور لبنان في وقت ليس ببعيد، على اعتبار أنه، ونظراً لقرب المسافة بين الجزيرة القبرصية وبيروت، فإنه لم يتمكن حينها من إضافة لبنان على أجندة جولاته الخارجية، نظراً لارتباطات مسبقة خاصة به.

 

أما عن تأجيل الزيارة البابوية، فتؤكد مصادر سياسية مواكبة لهذه الأجواء والمعطيات، أن الوعكة الصحية التي ألمّت بالبابا، لم تكن سبباً أساسياً للتأجيل، بل ثمة أكثر من عنوان ومعطى أُخذ بعين الإعتبار في هذه المرحلة من قبل دوائر الفاتيكان، أولها ترقّب عاصمة الكثلكة في العالم لمسار العملية الإنتخابية التي ستحصل في لبنان وارتداداتها أكان على صعيد النتائج، أو إلى كل ما واكب هذا الإستحقاق من شفافية أو نزاهة، وربما العكس صحيح، تالياً أن الفاتيكان ليست طرفاً مع أي جهة في لبنان، بل هي على مسافة واحدة من الجميع، إن على صعيد القوى السياسية الحزبية المسيحية، أو في الإطار الوطني العام.

 

أمام العنوان الآخر، تابعت المصادر نفسها، فيتمحور حول تركيز دوائر الكرسي الرسولي، والتي تتابع بدقّة كل مجريات الأوضاع في لبنان، على أن الوضع الداخلي اليوم غير سوي، وثمة انقسامات بين المكوّنات السياسية والحزبية، لا سيما على الساحة المسيحية، وصولاً إلى الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي، ومن هذا المنطلق، لا يرغب قداسة الحبر الأعظم بزيارة هذا البلد الغارق في الأزمات التي لا تحصى ولا تًعَدّ، دون أن يكون حاملاً معه مؤشّرات تشير بأن ثمة مساعٍ يقوم بها مع المعنيين من الدول الفاعلة بالشأن اللبناني، بغية السعي لخلاص لبنان من واقعه الصعب ومعضلاته.

 

وفي السياق، تكشف المصادر السياسية ذاتها، أن الفاتيكان يقوم بدور محوري على صعيد التوصل إلى حلول أو تسوية تنقذ لبنان من هذا الإنهيار المتمادي، وتحديداً على المستويات الإجتماعية والحياتية والصحية والتربوية، وفي الوقت عينه يعمل على ترسيخ صيغة التعايش الإسلامي ـ المسيحي، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تحوّلات وأحداث، ما يستوجب الحفاظ على هذا النموذج، وبناء عليه، ينقل بأن لقاءات تعقد بين كبار المسؤولين الفاتيكانيين وكبار مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتوصل إلى إيجاد صيغة دولية ـ عربية، لأجل عدم زوال لبنان ووقف هذا الإنحدار المريع، وحيث يتابع البابا شخصياً هذه الإتصالات وقد كانت له في مرحلة سابقة أكثر من محطة عبر محادثة عدد من زعماء العالم لمساعدة ودعم لبنان.

 

من هذا المنطلق، جاء تأجيل هذه الزيارة، منعاً للإستغلال السياسي والحزبي والشعبوي، ونظراً أيضاً للظروف المفصلية التي يمرّ بها لبنان والعالم، على أن تبقى الزيارة قائمة دون تحديد أي مواعيد لها، وحينها قد تكون بانت أفق الحلّ أو ملامح التسوية الشرق أوسطية، حيث للفاتيكان دور بارز في دعم لبنان ومساعدته وخلاصه.