IMLebanon

الإنتخابات الرئاسيّة مضبوطة على توقيت نتائح حرب غزة 

 

لم تحجب المعارك على الجبهة الجنوبية الأضواء بالكامل عن استحقاقات في الداخل، مثل التمديد لقائد الجيش الذي يشكل مادة السجال الأولى اليوم بين داع للتمديد ورافض له، او الإنتخابات الرئاسية التي تحتل أولوية بعد ان دخل الفراغ في بعبدا عامه الثاني، لكنه مؤخرا “علق” في حرب غزة منذ ٧ تشرين.

 

ويسجل في هذا السياق انشغال الدول المؤثرة بالاستحقاق الرئاسي بمسار الحرب، مما وضع لبنان خارج أولويات هذه الدول حاليا، إلا ان ذلك لا يلغي الحديث المتداول في الأوساط السياسية، الذي بدأ مع اليوم الأول للحرب عن انعكاسات الحرب على الملف الرئاسي والتوازنات بعد انتهاء العمليات العسكرية، خصوصا اذا انتهت الأمور الى تسوية ما.

 

ومع ان قناعة كثيرين ان الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي على غزة يفترض ان تعطي دفعا لتحفيز المبادرات الداخلية لإنتخاب رئيس جمهورية مهما كانت نتائج الحرب، الا ان ثمة مَن يربط بين غزة وحسابات الإنتخابات الرئاسية، باعتبار ان حصول تسوية في غزة ستنسحب حتما على لبنان بانتخاب رئيس جمهورية وانجاز إصلاحات ووقف الانهيار، وبرأي فريق سياسي ان انتصار المحور القريب من المقاومة من شأنه تعزيز موقع هذا الفريق في المعادلة السياسية والرئاسية، مما سيؤدي حتما الى ان يكون رئيس الجمهورية المقبل قريبا من المحور الذي سيربح حرب ٧ تشرين.

 

من هنا، تربط مصادر سياسية الحركة السياسية في الداخل بالاستحقاق، بعد فترة من التراخي والمراوحة وتوقف المبادرات وحركة الموفدين الدوليين، وقد أتت اطلالة الوزير السابق سليمان فرنجية الأخيرة وسط غبار المعارك لتنعش الاستحقاق، فرئيس “المردة” محسوب على محور المقاومة، واذا كان هناك رابط قوي بين الانتخابات الرئاسية وصورة الوضع في غزة اليوم وما بعد الحرب، يمكن استنتاج ارتفاع أسهم فرنجية، انطلاقا من رأي يعتبر ان المحور الرابح في الحرب سيكون له الكلمة الفصل في عملية انتخاب الرئيس، وان طريق الرئاسة تمر عبر طريق غزة.

 

بالنسبة الى المعارضة، لا يمكن زج ما يحصل في غزة بالسياسة المحلية والضيقة وفي مسألة الإنتخابات الرئاسية، فما بعد الحرب هناك تغيير سيطال خارطة المنطقة وتحولات سياسية وجغرافية، وبالتالي فان نتائج الحرب لن تقتصر على عناوين صغيرة ، مع ذلك فإن مؤشرات المعركة في غزة تدل على ان المعركة طويلة، ولا يمكن معرفة متى تنتهي وما هو تأثيرها على المنطقة، خصوصا وان القوى الكبرى ليس لديها تصور لليوم الثاني من انتهاء المعركة.

 

من جهة ثانية تؤكد مصادر المعارضة ان الدول الكبرى مهتمة فقط بملف حرب غزة، مما يجعل الاستحقاق اليوم معلقا على الاتصالات والحركة الداخلية، الا ان المخزي في الموضوع ان الانقسامات السياسية بقيت على حالها ولم تدفع اللبنانيين للتوافق رئاسيا، وبالتالي لا يمكن الإتيان برئيس ضد حزب الله، او رئيس يريده الحزب ضد الافرقاء الآخرين، وهذا التوازن القاتل بين الفريقين يسيطر على المشهد في المجلس النيابي.

 

وفق المصادر فان الاتفاق بين القوى السياسية يبدو بعيدا جدا، كما ان الانقسام المسيحي العامودي في الخيارات والحسابات الضيقة يمنع ايجاد ديناميكية مسيحية، يمكنها لعب دور فاعل في الانتخابات.

 

في كل الأحوال، فإن الحرب على غزة ستنتهي عاجلا او آجلا وستظهر توازنات سياسية مختلفة، فالمؤكد ان غزة لن تكون بعد الحرب كما كانت، ولبنان سيكون منضبطا على توقيت نتائج الحرب التي ستكرّس سيطرة الفريق المنتصر على القرار الرئاسي، الأمر الذي سيعطل الخلافات ويمهد لإنجاز الاستحقاق.