IMLebanon

خسائر رئيس الجمهوريّة تتوالى… فماذا بعد دعوة الحوار؟

 

 

لم يتخطّ بيان رئاسة الجمهورية بعد مشاورات الحوار «الخطوط الحمراء» التي رسمها الرئيس ميشال عون لنفسه في خطابه قبل نهاية العام الماضي، فهو هاجم الرافضين للحوار ولم يسميهم، وأبقى على باب الحوار مفتوحاً، رغم علمه أن احداً لن يدخل من هذا الباب، أقله حتى موعد الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل.

 

في الفترة القصيرة الماضية، تعرّض رئيس الجمهورية ميشال عون إلى خسائر مدوية، بحسب مصادر مقربة من «حركة امل»، أمام من بات يعتبره المنافس الأول له على الساحة السياسية، أي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الأمر الذي كان قد دفعه إلى رفع السقف عالياً في وجهه، وبالإضافة الى هذه الخسائر تأتي خسارة ورقة الحوار.

 

الخسارة الأولى كانت في قلب المجلس الدستوري، تضيف المصادر، حيث فشل فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بالحصول على ما كان يريده من الطعن الذي كان قد تقدم به نواب تكتل «لبنان القوي»، أما الثانية فكانت في توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، بعد أن كان بري قد ضمن الوصول إلى توقيع عريضة نيابية تجبر الرئيس عون على فتح الدورة الاستثنائية. أما الخسارة الثالثة فكانت في خسارة رئيس الجمهورية الورقة الأخيرة بين يديه، أي سقوط الدعوة إلى الحوار الوطني التي كان يطمح من خلالها إلى أمرين: الظهور في موقع القادر على جمع القيادات اللبنانية في العام الأخير من ولايته، في ظل التعطيل المستمر لمجلس الوزراء، أما الثاني فهو كسر العزل السياسي عن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

 

انطلاقاً من ذلك، تقول المصادر نفسها، ينبغي فهم اصرار الرئيس عون على عدم طي صفحة طاولة الحوار بشكل نهائي، لكن في المقابل ينبغي التنبه إلى أن فريقه السياسي سيذهب إلى استغلال ما حصل إلى الحدود القصوى، عبر اطلاق حملة تستهدف رافضي الحوار، على قاعدة أن هؤلاء هم المسؤولون عن الواقع الذي وصلت إليه البلاد، وهو ما يمكن تبيانه من خلال ما تضمنه البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية.

 

وتشير المصادر الى ان هذه الحملة كان من الممكن أن تنجح، فيما لو ذهب رئيس الجمهورية إلى الدعوة إلى الحوار قبل اليوم، أي قبل أن يصل إلى المرحلة التي يعادي فيها مختلف الأفرقاء، لكن اليوم الجميع يعلم أن رئيس الجمهورية كان جزءاً أساسياً من المشكلة، خصوصاً أنه قرر منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية الذهاب إلى معارك مع كافة الأفرقاء، لا بناء التفاهمات التي تقود إلى انجاح عهده، وهو ما يمكن الدلالة عليه من خلال أداء باسيل في حكومة سعد الحريري، حيث كان الصدام مع مختلف الأفرقاء السياسيين.

 

وتؤكد المصادر انه لم تعد الأسلحة كثيرة في يد رئيس الجمهورية، لذلك تضمّن بيان الرئاسة عبارات قاسية بحق الثنائي الشيعي الذي يُعتبر بنظر عون «المعطل الحقيقي للحكومة والعهد» على حد سواء، وهذا البيان رسم السياسة المقبلة للرئيس عون حيث سيعود الى المطالبة بانعقاد طاولة الحكومة، وسيصب تركيزه على المعركة الرئيسية له وهي معركته مع رئيس المجلس النيابي.