IMLebanon

الأولوية للانتخابات.. ومن بعدها «لكل حادث حديث»؟!  

 

غاب «لقاء الاربعاء النيابي» أول من أمس، عن عين التينة، وواصل الرئيس نبيه بري في لقاءاته الشعبية في مسقط رأسه، المصيلح الجنوبية.. لكن ملائكته بقيت حاضرة على الساحة السياسية اللبنانية، حيث توقف كثيرون طويلاً أمام حديثه وتحذيره، القديم – الجديد، من «مؤشرات سلبية ومخيفة قد تطرأ إقليمياً، بعد الانتخابات النيابية في السادس من ايار المقبل، ودعوته المتكررة الى «تحصين الداخل اللبناني لمواجهة ما قد يطرأ من تطورات.. خصوصاً وأن ذلك جاء متقاطعاً، مع الوعود التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون – الذي يعد العدة لحضور القمة العربية في الرياض، منتصف نيسان المقبل، وخلاصتها الدعوة لاستئناف «الحوار الوطني» من جديد، لبحث مسألة «الاستراتيجيا الدفاعية» بعد انجاز الانتخابات النيابية.. وباركها رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي سيكون الى جانب الرئيس عون في القمة.

في قناعة عديدين، ان تحذيرات الرئيس بري مما يجري على الساحتين الدولية والعربية، وما يمكن ان تتركا من انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني لم تأتِ من فراغ.. خصوصاً وأن الخلافات بين «أهل البيت الواحد» (فلسطينيا، وسوريا) باتت على أشدها، تماماً، كما والنزاع (الصراع) الفلسطيني – الاسرائيلي، الذي قد يترجم عملياً على الساحة اللبنانية، بدعم أميركي واضح، تمثل في قرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لدولة «إسرائيل» ونقل السفارة الاميركية اليها.. معززا بالمناورات العسكرية الاميركية – الاسرائيلية المشتركة، تماماً كما يحصل في شمال سوريا، حيث يحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعادة رسم مشهدية «الامبراطورية العثمانية» الغابرة.

مقربون من الرئيس نبيه بري، الذي يقود حملة انتخابات النيابية من مسقط رأسه المصيلح، يقرأون في التحذيرات هذه، انها دعوة لتحصين الداخل اللبناني، وتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، الكفيلة، برأيه، بمواجهة التحديات والمخاطر وتداعيات الآتي من التطورات وما يمكن ان تتركه من تداعيات سلبية على لبنان، وبالتالي ابعاد القضايا الخلافية، أقله في هذه المرحلة – عن التداول، ومن أبرزها ما يمكن ان تحتضنه الدعوة للبحث في «الاستراتيجيا الدفاعية» وما يمكن ان تعنيه وتقود اليه، لجهة اعادة النظر بالمعادلة التي يتمسك بها «حزب الله» ويدعمها بري، وتقوم على الثلاثي: «الجيش والشعب والمقاومة»؟! وهو «وان كان لا يمانع في عودة الحياة الى طاولة الحوار بعنوان «الاستراتيجيا الدفاعية» التي هي في نظر البعض «حاجة استراتيجية دفاعية حقيقية، تماماً كما حصر قرار السلم والحرب بيد الدولة وحدها.. إلا أنه يرى «من السابق لأوانه الدخول في هذا المعترك، الذي يرمي في النهاية الى الغاء «المعادلة الثلاثية» والى حصر السلاح بيد الدولة التي تملك وحدها قرار الحرب والسلم.. مع ما يمكن ان تتركه من تداعيات، خصوصاً وأن «الوعود الدولية التي حصل عليها لبنان في مؤتمر روما -2 لجهة تعزيز قدرات القوات العسكرية والامنية، ليست مضمونة كفاية، وانها تحتاج لعدة سنين لتنفيذها». وذلك على الرغم من ان «حزب الله» أخذ ينأى بنفسه عن مثل هذه السجالات وهو بدأ يعطي المسائل الداخلية، السياسية وغير السياسية (خدمات ومشاريع انمائية وقضايا التشريع الضريبي والاقتصادي، وفصل النيابة عن الوزارة وغير ذلك).

يعطي الرئيس بري، الاولوية لانجاز الانتخابات النيابية، وهو مطمئن الى «الثنائية» التي تجمعه و»حزب الله»، ويتشدد في تعزيز التقارب مع الرئيس سعد الحريري لاعتبارات عديدة.. لكن، وعلى خلفية الحسابات والارقام، يتشارك و»حزب الله» و»المستقبل» في الدعوة الى تكثيف الاقتراع، على خلفية ان هذه الانتخابات ستكون مفصلية وأساسية، التزاماً بخيارات وثوابت سياسية وطنية «أثبتت صوابيتها في حماية لبنان وتحصينه وصيانته لمواجهة كل الاخطار والمشاريع التي تستهدف لبنان في شعبه وأرضه ومياهه وثرواته الطبيعية، من نفط وغاز، خصوصاً الاخطار الاسرائيلية، التي ماتزال تضع لبنان في دائرة الاستهدافات..

يتوقع عديدون، ان يعد الرئيس العماد عون، ملف حضوره القمة العربية بكثير من التأني والموضوعية، آخذاً في الاعتبار ما يمكن وما لا يمكن، وقد بدأ يعد العدة لذلك وفي ضوء «الخصوصية اللبنانية».. وفي قناعته، كما في قناعة عديدين، ان مرحلة ما بعد الانتخابات، لن تكون استنساخاً لمرحلة ما قبلها.. وهناك أكثر من قراءة تتحدث عن ان مراجعة ما صدر عن مؤتمر روما -2، يلحظ ان النص عن زيادة امكانيات الجيش ودعمه بالاسلحة اللازمة والضرورة والكافية، يأتي في اطار خطة متكاملة، وان كان على مراحل، من أجل ان يصبح الجيش اللبناني – وحده – في جهوزية تامة لتولي مهمة الدفاع عن لبنان، كما ينص القرار الدولي 1701.. حيث «كلما تضاعفت امكانيات الجيش، كلما أصبح بمقدوره تولي مهمة الدفاع عن لبنان بمفرده، من دون أي شريك آخر، محلياً كان أم إقليمياً أم دولياً؟!

السيناريوات متعددة، والافرقاء السياسيون كافة يعطون الاولوية لانجاز الانتخابات، ومن بعدها «لكل حادث حديث» على رغم مشهدية تعثر ولادات التحالفات وسحب النافذين أياديهم من الوساطات، على ما يستقيم وتطلعات هذا الفريق او ذاك؟!