IMLebanon

علاقة حزب الله وجنبلاط لا يمكن ان تعود الى مرحلة ما قبل التسوية

 

لن يكون لطلب رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط سحب كلام في سياق حملةلاحد المواقع ضد حزب الله مؤخرا تأثيرات ايجابية في محو ما حصل في العلاقة بين المختارة وحارة حريك من تصعيد وتوتر في العلاقة، فما بين الطرفين ازمة سياسية تفاقمت كثيرا واطاحت بالمهادنة ومرحلة الحياد الايجابي الذي كان قائما بينهما في المرحلة الماضية.

 

حادثة كفرمتى الاخيرة وتموضع حزب الله الى جانب الحليف الارسلاني ازعجت بدون شك وليد جنبلاط لكن حزب الله وفق اوساط سياسية في فريق 8 آذار لم يكن المباشر الاول في عملية الهجوم بل كان جنبلاط اول من قطع العلاقة مع حزب الله على خلفية ما يسوقه من اخبار عن محاولات استهدافه من قبل التيار الوطني الحر لتطويقه واخراجه من المعادلة وعن اتهام لحزب الله بلعب دور محوري في هذه المسألة بالانحياز لفريق التيار.

 

لا حاجة كما تضيف الاوساط للقول ان حزب الله اعطى مهلة طويلة لوليد بيك لتسوية الاوضاع بينهما في اطار الحفاظ على ما يعرف بربط النزاع السياسي الذي نشأ في اعقاب التسوية الرئاسية لكن تجاوزات المختارة تخطت السقف المطلوب فما يحدث اليوم ليس فقط «رمانة» بل قلوب ملآنة بالتجاوزات، وسبب ذلك وفق القناعة لدى المختارة شعور جنبلاط بالاستهداف من الجميع فهو منزعج من ثنائية باسيل والحريري ومن قبوله بالتسوية الرئاسية التي فاقمت الاضرار والخسائر من رصيده السياسي والنيابي وحصوله على الحصص في التعيينات فاذا به يفتح النار في وجه حزب الله.

 

تصعيد جنبلاط وفق اوساط 8 آذار مرده لشعوره انه الحلقة الاضعف وسط الثنائيات القوية، ولقناعته انه فتح ابوابا سياسية كثيرة ما لبثت ان انقلبت ضده كما فعل في الانتخابات النيابية بالقبول بقانون مريح لاخصامه ويسهل وصول طلال ارسلان دائما الى مجلس النواب، والتسوية التي ارتضاها في الوزير الدرزي الثالث التي قدمها الى بعبدا، الاسوأ هو تنامي احساسه من محاولة قضم حصصه في التعيينات الادارية المقبلة بعد ان وصلته اشارات عن حصة ستحصل عليها المعارضة الدرزية التي تحظى برضى العهد وغطاء التيار الوطني الحر.

 

معمل عين دارة ليست المشكلة الاولى ولا الاخيرة لكن قرار الوزير وائل ابو فاعور الذي اسقطه مجلس شورى الدولة لمعمل الأرز كان الخيط الاخير المتبقي بين الطرفين،لكن اخطر من قضية المعمل هو الموقف من مزارع شبعا الذي يعتبره حزب الله قرارا منسقا ويتماشى مع حملة العقوبات الاميركية التي تقودها واشنطن عبر مجموعات سياسية محلية وحيث يعتبر محور معين ان العقوبات الاخيرة ساهمت في تحميس جنبلاط ودفعته في اتجاه خيارات معينة، بدون شك فان زيارة رؤساء الحكومة السابقين الى السعودية تساهم ايضا في ترييح جنبلاط الذي اعاد ترتيب علاقته برئيس الحكومة بعد مرحلة من التوتر وتصب ايضا في اجندة التوتير مع حزب الله.

 

وفق اوساط 8 آذار فان مضاعفات ومخاطر التوتر الاخير بين حزب الله وحارة حريك بدون شك اكبر من قبل، فالاشتباك يحدث وجها لوجه وليس بالواسطة بين القيادتين في الحزب والمختارة وفي الهجوم الاخير للامين العام لحزب الله الذي اعطى ايحاء بان جنبلاط انقلب على التفاهمات ويبحث عن دور معين وعن حصة في كسارة. الامر الذي استدعى ردا قاسيا من جنبلاط بفك العلاقة وحصرها بالقضية الفلسطينية وحدها وتعداد الملفات الخلافية حول سوريا والعلاقة مع الدول العربية.

 

وفق 8 آذار فان جنبلاط منزعج من علاقة حزب الله بالمعارضة الدرزية وبعد ان ساهمت حادثة الباستين وزيارة الوزير محمود قماطي في اعطاء الانطباع ان حزب الله منحاز الى جانب دارة خلدة.

 

الامر الآخر الذي يسعى اليه جنبلاط وبدا واضحا في انفتاحه وتثبيت المصالحة المسيحية مع القوات والكتائب ان رئيس الحزب الاشتراكي يسعى لارساء تحالفات وتوازنات معينة واستبدال العلاقة المتدهورة مع التيار والمتوترة مع افرقاء 8 آذاربتوازنات اخرى قوية ايضا وصار ثابتا لديه ان هناك من يشاركه على الساحة الدرزية بفضل ذراع الاقوياء في التيار وحزب الله.

 

العلاقة بين حزب الله وجنبلاط كما تؤكد الاوساط بحاجة اولا لمعالجة حادثة قبرشمون فالمصالحة الدرزية في قصر بعبدا ان حصلت من شأنها ان تعيد ترتيب الأولويات وتهدئة الخواطر والساحة الدرزية قبل الانطلاق الى العلاقة مع حزب الله لكن العلاقة اذا ما أعيد ترتيبها فالارجح ان لا تعود الى ما كانت عليه قبل التسوية السياسية.