IMLebanon

العلاقة التي إهتزت

 

إكتشف حزب اللّه، مجدّداً، أنّ المعادلة بالنسبة الى ما بينه وبين التيار الوطني الحر تقوم على الآتي: أسهم المصلحة ترتفع بحسن العلاقة وتهبط بسوئها. وقد لا يكون ضرورياً شرح هذا الواقع الذي عبّرت عنه في الساعات الأربع والعشرين الماضية بضع إشارات أبرزها إتصال التهنئة بالأعياد من سماحة السيّد حسن نصراللّه بفخامة الرئيس ميشال عون، وتصريحات غير مسؤول من الحزب تتحدث ليس فقط عن إيجابية العلاقة بل أيضاً عن صمودها وثباتها واعتبارها استراتيجية.

 

وفي المعلومات أن قيادة الحزب توقفت أمام المعطيات الآتية:

 

أولاً – الخيبة الكبرى التي أظهرها جمهور عريض من التيار الوطني الحرّ إزاء السلبية التي بدت، مراراً وتكراراً، من قِبَل الحزب، خصوصاً من بعض القياديين، ناهيك ببعض الأطراف الإعلامية التي يُعرف أنها لا تتحرّك تلقائياً، إنما بالوحي!

 

ثانياً – ما نقل الى القيادة عن أن الرئيس ميشال عون فوجىء جدياً بما حفلت به الأسابيع الأخيرة، منذ «ابتكار» العقدة السنيّة، وحتى اليوم، من حملات مبطّنة حيناً ومعلنة أحياناً كثيرة، مصدرها حزب اللّه، وتضمنت غمزاً مباشراً من رئيس الجمهورية.

 

ثالثاً- التمادي في الحملة على وزير الخارجية جبران باسيل إن بالغمز واللمز أو بالمباشر. وهي حملة تركت آثاراً سيئة ليس في قيادة التيار الوطني الحر وحسب، بل أيضاً في الجمهور العريض الذي كان يأخذ، بصدره، الدفاع عن حزب اللّه وقيادته، وبالذات سماحة السيد حسن نصراللّه. ومواقع التواصل الإجتماعي خير شاهد على ما بذله هذا الجمهور من «جهود دفاعية» عن الحزب، خصوصاً ضمن البيئة المسيحية.

 

رابعاً – تبيّـن لحزب اللّه أنّ جمهور التيار الوطني الحر العريض بات مقتنعاً من أنّ الحال التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة تكشفت عن «حقيقة»(؟) وهي أن حزب اللّه بات ينتظر التيار وقيادته، وحتى الرئيس ميشال عون، على الكوع ليتخذ هذا الموقف الحاد السلبي. ولم يكن أفضل من كوع أزمة توزير اللقاء التشاوري (النواب السنيون الستّة).

 

خامساً – تبيّـن للحزب أنّ الرئيس ميشال عون «لا يمشي» بالترهيب (…)!

 

سادساً – تبلّغ الحزب أن في تقدير جمهور التيار الوطني الحر أن حزب اللّه بات مطمئناً الى التطورات المستجدة في المنطقة، خصوصاً في سوريا (…) بما يجعله غير كبير الإعتماد على التغطية التي وفرها له العماد ميشال عون وجمهوره الكبير!

 

… ولكن تبيّـن للحزب، كما تجمع المصادر وتتقاطعه المعلومات، أن سوء العلاقة مع التيار لن يكون في مصلحته بأي حال من الأحوال. وإنه لو أراد التيار أن «يلعبها» الى الآخر، رداً على الحملات التي يتعرّض لها، فإنه (أي التيار) سيكون رابحاً على الصعيد الشعبي ربحاً وفيراً.

 

وثبت للحزب أنّ التغطية التي وفرها ويوفرها له الرئيس عون ورئيس التيار الوزير جبران باسيل لا تزال، وستبقى، ضرورة ماسّة. وأنّ لا طرف آخر كبيراً أو صغيراً يمكن أن يوفرها وأن يكون البديل عنها.

 

باختصار: سيشهد طالع الأيام المزيد من المساعي الحثيثة التي سيبذلها الحزب لإعادة «تظبيط الوضع» في العلاقة التي أصابها ما أصابها أخيراً!