IMLebanon

استقالة وزراء القوات مطلع العام؟!

 

لم يعد سراً ان علاقة التيار الوطني الحر مع حزب «القوات اللبنانية» تمر في مرحلة من التوتر السياسي، حيث يعود ذلك الى اختلافات و اسعة بين الطرفين، والتي تبدأ من اعتراضات «القوات» على ما تسميه تهميشها داخل الحكومة، وايضاً اعتراضها على كثير من اداء وزراء التيار، ولا تنتهي من رؤية كل منهما الى الانتخابات النيابية والتحالف والحصص المنتظرة لكل منهما، وكل ذلك دفع برئيس حزب «القوات» سمير جعجع وعدد من المسؤولين الاخرين الى حدود التهديد بالاستقالة من الحكومة، في حال استمر هذا «التهميش» لدور «القوات».

لذلك كيف هي طبيعة العلاقة بين طرفي «تفاهم معراب»، وما هي الخيارات الممكنة في الانتخابات النيابية لكل منهما؟

في معلومات مصادر مسيحية مطلعة على اجواء التيار الوطني «القوات» ان العلاقة دخلت فعلياً مرحلة «المناوشات» حول الكثير من الملفات، بما فيها العديد من المسائل التي تضمنها «التفاهم» المشترك، ومرد هذه المناوشات يعيدها كل منهما الى تصرفات الطرف الاخر، فالتيار الوطني يرى ان الخلاف الذي ظهر الى العلن مع «القوات» يعود الى «تكبير» الاخيرة لدورها ان على المستوى الحكومي وطبيعة القضايا التي يتم اقرارها في مجلس الوزراء من التعيينات الى التلزيمات وصولاً الى توجه «القوات» لكي تكون «السند» المساوي للتيار في الانتخابات النيابية، اي انها تريد حصة في التحالف موازية لحصة «التيار» في حين ان طبيعة الحضور الشعبي للتيار اكبر بكثيرمن الحضور «القواتي»، في حين ترى الاخيرة ان «التيار» يحتكر الحصة المسيحية داخل مجلس الوزراء من التعيينات الى باقي المسائل الاخرى، وحتى في الانتخابات يريدون اعطائها حصة في التحالفات اقل بكثير مما تمثل في الواقع.

ورغم العلاقة المتوترة بين الطرفين، الا ان المصادر المسيحية تعتقد ان الخلاف سيبقى تحت سقف الانضباط خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، بل ان رئيس «القوات» سمير جعجع قد يزور قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن من الصعب ان تنتهي في حال حصولها الى الاتفاق حول القضايا المختلف عليها، وبالتالي فليس ما يؤشر الى ترميم هذه العلاقة.

لذلك، فالمصادر تبدو متيقنة ان العلاقة تتجه نحو مزيد من الاختلافات ولا يستبعد ان تصل الى حدود القطيعة كلما اقتربت البلاد من موعد الانتخابات النيابية، اي ان مطلع العام الجديد يرجح ان يحمل استقالة وزراء «القوات» من الحكومة للاسباب الاتية:

– اولا: محاولة استثمار اعتراضات «القوات» على الأداء الحكومي بما في ذلك ما له علاقة بالتعيينات على المستوى الشعبي على أمل ان يؤدي ذلك الى تحسين الحضور الشعبي لـ«القوات» على حساب التيار.

– ثانيا: ارضاء السعودية التي تدفع ليس فقط لمحاضرة حزب الله بل ايضا للتضييق على التيار الوطني ورئيس الجمهورية على خلفية الموقف من سلاح المقاومة وملفات اخرى اقليمية.

– ثالثا: الحؤول دون تطبيع العلاقة بين لبنان وسوريا، خصوصاً ان الاستقالة من الحكومة، قد تؤدي الى «فرملة» اي توجه له علاقة بموضوع التطبيع.

يبقى السؤال الآخر، ما هي طبيعة التحالفات الانتخابية للطرفين؟

وفي معطيات المصار المسيحية في كل من «التيار» و«القوات» يتجهان لان يشكل كل منهما لوائحه الانتخابية بالتحالف مع قوى أخرى بحسب كل دائرة، وبالتالي تلا تحالف بين الطرفين في كل الدوائر التي سيخوضان فيها الانتخابات.

لذلك تعتقد «المصادر انه مهما كانت طبيعة التحالفات لكل من «التيار» و«القوات»، فالفريق الاول لن يتجاوز عدد المقاعد التي سيفوز بها الى17 مقعداً بينما لن يتجاوز عدد المقاعد التي ستفوز بها «القوات» العشرة مقاعد، وتلاحظ ان هناك مزاجاً مسيحياً مختلفاً عما كان عليه في الفترة الماضية، بحيث ان هناك شريحة واسعة لم تعد مناصرة لاي من الطرفين وهي ذهبت باتجاه القوى والشخصيات المسيحية الاخرى.

ومن هنا تتوقع المصادر حصول خروقات في كل الدوائر المشتركة التي تشكل مساحة الصراع الانتخابي بين «التيار» و«القوات» بين دائرة كسروان – جبيل، حيث تحسن الحضور الشعبي للشخصيات المرجح ان تخوض الانتخابات بعيداً عن الطرفين، وكذلك الامر في دائرة المتن – بعبدا وزحلة حيث يستبعد ان يتحالف النائب ميشال المر مع اي من الطرفين في المتن، اما سياق الطرفين للتحالف مع «المستقبل» في الدوائر المشتركة غير واضحة حتى الآن، وان كان الاتجاه العام اليوم يؤشر الى حصول تحالف بين المستقبل و«التيار الوطني»، الا اذا اختار الرئيس سعد الحريري ارضاء السعودية والذهاب نحو التطرف، وهذا الامر سيؤدي عندها الى خسارة الحريري لترؤس حكومة ما بعد الانتخابات.