IMLebanon

عودة الموقع الرئاسي الى موقعه ورونقه

بات واضحاً أنّ حزب الله واطرافاً داخلية اخرى، غير معتادين على المستجدات التي عاد معها للداخل اللبناني دورٌ في الاستحقاقات الكبيرة، مثل الإستحقاق الرئاسي الذي وصل بموجبه الجنرال ميشال عون الى قصر بعبدا… وايضاً مثل استحقاق تأليف الحكومة الذي يأمل اللبنانيون ان يُجرى، ايضاً، بإرادة لبنانية، وفق الأصول وقواعد القانون الدستوري المعمول به في لبنان.

من هنا تبدو معروفةً الأسباب التي أدّت، حتى الآن، الى عرقلة التشكيل.

إلاّ ان ما يفوت المعرقلين هذه المرّة أننا امام رئيس مختلف عمّا اعتدنا عليه في الحقبة الأخيرة، وهو اقرب الى قماشة الكبار امثال بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية… أمّا في الحقبة الاخيرة، خصوصاً اميل لحود، فقد شاهدنا من لا علاقة له بالشعبية وبالقوانين وبإدراك حقيقة الكيان اللبناني.

واذا استعرضنا الرؤساء جميعاً، منذ الإستقلال حتى اليوم، لتبين لنا ان فخامة الرئيس العماد ميشال عون يبرز في الطليعة، ان من حيث الشعبية الكبرى، او من حيث الثقافة الشاملة، او من حيث فهمه وادراكه للواقع الكياني والميثاقي في لبنان. وهو الذي بقي يقول حتى عشيّة تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري انه لن يقبل ان يكون رئيساً للجمهورية إلاّ اذا حظي بتأييد الطيف السنّي.

من هنا نرى ان المتضررين (فعلاً لا قولاً) من وصول هكذا رئيس الى سدّة الرئاسة بادروا الى وضع العصي في طريق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري، وأخروا، حتى الآن، ولادة الحكومة بالرغم من استعجال عودة عجلة السلطة التنفيذية الى الدوران. وهذا الإستعجال ليس وقفاً على الداخل وحسب، بل هو ايضاً مطلب دولي ظهر ويظهر تباعاً، واستمعنا امس بالذات الى وزيري خارجية المانيا وتركيا يركّزان على هذه النقطة.

يحدث هذا فيما تتوالى الوفود الإقليمية والدولية الى لبنان لتهنئة الرئيس وتقديم الدعم له، وتوجيه الدعوات إليه ليزور البلدان إن في المنطقة العربية او الاقليم الشرق اوسطي، او على المستوى العالمي.

فعلاً اننا امام مشهد اشتقنا اليه من زمان. واننا امام رئيس للجمهورية اعاد الى موقع الرئاسة دوره ورونقه.

عوني الكعكي