IMLebanon

لا تضيّعوا الثورة  

 

هذه الثورة العظيمة التي شملت لبنان واللبنانيين بأطيافهم كافة والتي جاءت نتيجة الفقر والعوز وضيق أوضاع المعيشة وفقدان فرص العمل… وكما نردد دائماً أنّ 40 ألف متخرّج جامعي سنوياً لديهم فقط خمسة آلاف فرصة عمل.

 

وبعملية حسابية سريعة من عشر سنوات حتى اليوم، 35 ألف عاطل من العمل سنوياً أي أنّ عددهم نحو 350 ألف مواطن خريج جامعات من دون عمل أنفق عليهم آباؤهم كل شيء، وهؤلاء تائهون في الشوارع من دون أي فرصة عمل.

 

الصرخة التي يصدرها المواطنون شباناً وشابات وفتياناً وأطفالاً… تشير من أصواتهم الى معاناتهم.

 

المرض.. المستشفيات… الكهرباء… النفايات… المياه (…) كلها ملفات لمطالب شعبية ومحقة ومزمنة كذلك.

 

حادثان سُجلا أمس ذكرانني بسنة 1970 عندما تولّى الرئيس سليمان فرنجية سدّة رئاسة الجمهورية ارتفعت الأصوات من أركان العهد الجديد آنذاك بضرورة معاقبة ضباط المكتب الثاني (اسم المخابرات آنذاك) واتهموهم بكل التهم… وكان ان حلّوا المكتب الثاني فلجأ ضباطه الى سوريا، ثم توجه رئيسه كابي لحود الى اسبانيا…

 

وتبيّـن لاحقاً، أن أولئك الضباط كانوا أبرياء ونظافاً وليس في حق أحد منهم أي ارتكاب مالي… بل ان من يعرفهم عن قرب يعرف بداهة انهم كانوا فقراء: سامي الخطيب وسامي الشيخة وجان ناصيف وميشال ناصيف…

 

 

فالرئيس فؤاد السنيورة فبركوا له قصة الـ11 مليار دولار، وقد شرحها مراراً وتكراراً: هذه نفقات الدولة بين الـ2006 والـ2008… ووزير المالية لا ينفق دولاراً واحداً، فالإنفاق هو من صلاحية مدير عام وزارة الداخلية، وعلى كل حال توجه أمس الى النيابة العامة المالية واستمع إليه الرئيس علي إبراهيم طويلاً، أي أنه لم يتهرّب ولم يتلكأ دلالةً على اطمئنانه الى أنّ الذين فبركوا الملف المصطنع ضدّه لن يتمكنوا من أن يطالوه.

 

الآية الكريمة: {… إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا…}.

 

إنّ ما تتداوله وسائط التواصل الاجتماعي «السوشيل ميديا» يبث الأخبار ويروّج الشائعات ويحرّك الناس الذين توجهوا أمس الى أمام منزل الرئيس فؤاد السنيورة… وكان لافتاً أنّ العونيين كانوا في عدادهم في محاولة لركوب الموجة، وقد اقتصر حضوره على بضعة طلاب لا حول لهم ولا طول.

 

وحرصاً على هذه الثورة بل خوفاً عليها التي قد تكون الأمل الوحيد بالتغيير، يجب أن يعرف الثوار أنّ هناك معركة بين إيران وأميركا، وبومبيو قال أول من أمس إنّ طهران هي التي تخرّب لبنان وسوريا والعراق… وكأنها دعوة لتخريب لبنان، من هنا نقول للثوار إنّ التمسّك بمطالبهم هو ضروري ولكن يجب الإبتعاد عن الممارسات غير المدروسة التي من شأنها أن تسيء إليهم قبل أي أحد آخر.

 

عوني الكعكي