IMLebanon

الثورة لن تتوقف  

 

 

صحيح أنّ السيّد حسن نصرالله في خطابه عصر أمس كشف عن أنّ اصبعه تستطيع أن تخيف، ولكنه كان هادئاً فعلاً، ووضع ثلاث لاءات:

 

لا تغيير حكومة،

 

لا إسقاط حكومة،

 

لا إسقاط رئيس الجمهورية.

 

هذه اللاءات الثلاث يتمسّك بها منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة ولكنه، في الحقيقة التي حاول أن يخفيها، أنه منزعج من الثورة ولم يكن يتوقع أن تطول وتزداد حضوراً وكثافة يومياً، وأن تعم المناطق اللبنانية كلها من بيروت الى صور الى برجا الى بعلبك الى الزلقا الى طرابلس الى عكار الى زحلة الى البقاع الى الجنوب…

 

لم يكن يتوقع أنها ستنتشر بهذه السرعة، وهذا لم يكن في حساب أحد.

 

١- أبدى السيّد إنزعاجه من السفارات واتهمها بأنها تموّل الثورة وهذا خطر كبير عليها.

 

٢- حذر من إستغلال الثورة من قبل «القوات اللبنانية» التي تحاول تصفية حساباتها مع المقاومة عن طريق هذه الثورة.

 

كلام السيّد جاء بعد زيارة خاطفة قام بها قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الى الضاحية، وكانت شبه سرية، وتبيّـن أنّ هناك ربطاً بين ما يجري في العراق وما يجري في لبنان، والخوف الايراني الكبير من أن تمتد الى طهران، لأنّ نجاح الثورة في لبنان سينعكس بالتأكيد على العراق الذي لا يتقبّل شعبه صاحب حضارة ما بين النهرين العريقة، أي نوع من أنواع الطائفية والمذهبية، وبالرغم من محاولات إيران وتمويلها الميليشيات الشيعية و»الحشد الشعبي»(…) يبدو أنّ الشعب العراقي الوطني تفوّق على المذهبية والطائفية…

 

من هنا الخوف الكبير لدى سليماني والنظام الايراني من قلب الموازين في العراق تمهيداً لقلبها في إيران، ومعلوم أنّ الحرس الثوري وجماعة السلطة لا يشكلون أكثر من ٣٠٪ من سكان إيران، وفي عملية حسابية بسيطة جداً يكفي انهيار العملة الايرانية الى ١٠٪ ممّا كانت عليه أيام الشاه، أي أنّ كل مئة تومان صارت بقيمة عشرة، وإلى هبوط أكبر، وبالمقارنة مع أيام الشاه لم تشهد إيران إنهياراً إقتصادياً كما هو اليوم.

 

عوني الكعكي